محمد نزالشهد مستشفى “نوفل” (بيروت سابقاً)، الذي يقدّم الاستشفاء إلى السجناء، فرار موقوفين، وذلك بعدما نشرا قضبان نافذة غرفة كانا يرقدان فيها.
المستشفى يقع في منطقة بئر حسن ـــــ بيروت، وقد نُقل إليه الموقوف في سجن رومية هشام و. (29 عاماً) في 5/9/2009، وبعد 11 يوماً ادّعى الموقوف علي س. (27 عاماً) أنه مريض، فنُقل بتاريخ 16/9/2009 إلى المستشفى نفسه.
التقى السجينان في الغرفة الواقعة في الطبقة الرابعة من المستشفى، نشرا قضبان نافذة الاستشفاء بشفرات حديدية على مراحل متقّطعة، ربطا الشراشف وأغطية “البطانيات” بعضها ببعض لرميها من الجهة الخلفية للمستشفى.
عند الرابعة من فجر أمس، “نزل الموقوفان عبر سلّم القماش المتدلّي من الغرفة، وفرّا إلى جهة مجهولة”، حسب مسؤول متابع للتحقيق.
مسؤول أمني لم ينفِ تقصير الحراس المكلّفين المراقبة
أكّد مسؤول أمني رفيع لـ“الأخبار” أن التحقيقات بشأن الحادث جارية، وتستخدم وحدة اقتفاء الأثر الكلاب البوليسية للبحث عن الفارَّين، بعدما عُمّمت صورهما على الدوريات والحواجز الأمنية في جميع المناطق. يعتقد المسؤول الأمني أن أحد العاملين في المستشفى قدّم العون والمساعدة إلى الموقوفين الفارّين، ولم ينفِ حصول “تقصير من جانب الحرّاس المكلّفين المراقبة، إضافةً إلى تقصير المسؤولين في المستشفى”.
علمت “الأخبار” أن الفارَّين كانا قد أوقفا بتهم القتل والخطف وإطلاق النار على رجال أمن، وبعمليات سرقة وسلب بقوة السلاح، ولم تصدر بعد أحكام قضائية بحقّهما، ولكنهما يريان ربما أن العقوبة في حق كلّ منهما ستكون قاسية لذا عمدا إلى الفرار، بحسب ما أشار مسؤول أمني معني بهذا الملف.
ولفت المسؤول إلى أن القوى الأمنية العاملة في حراسة السجون لا يمكن أن تمنع نقل السجناء إلى المستشفيات، بناءً على إشارة طبيب مدني تعتمده الدولة.
“لدينا من 40 سجيناً مريضاً إلى 50 موزّعين في المستشفيات. ونعاني أزمة في تأمين غرف وأسرّة. وللأسف لم نواكب التطورات في هذا المجال، إذ إنّ الدول المتقدمة تخصّص مستشفيات لمعالجة السجناء”، بهذه الكلمات عبّر مسؤول أمني معني بشؤون السجون عن امتعاضه من الخلل الحاصل “ما أسهم في فرار السجينين أمس، وكانا قد تأفّفا من وضع القيود في أيديهم بحجة المرض، فجرى فكّها”. وأشار المسؤول الأمني إلى أن القوى الأمنية “تحتار ماذا تفعل عندما يبدأ السجين المدعي المرض، التظاهر بالألم، الذي تسبّبه الأصفاد. نحتار في مراعاة حقوق السجين، وفي الوقت عينه نظلّ خائفين من عمليات الفرار”
تجدر الإشارة إلى أن السجين هـ. أ. كان قد فرّ قبل نحو شهر من مستشفى ضهر الباشق، بعدما ادّعى أنه مصاب بـ“المرض الشديد”، وأُدخل إلى غرفة العناية الفائقة. وذكر مسؤول أمني أن التحقيق في هذه الحادثة أثبت تورط أحد العاملين في المستشفى، “الذي ساعد السجين على فك القيود من يديه ورجليه، وسهّل له الهرب”.