السجينان اللذان فرا أول من أمس من مستشفى نوفل متواريان عن الأنظار. استمرت التحقيقات، وشملت عدداً من رجال الأمن والأطباء والعاملين في المستشفى. أوقف بعضهم بسبب “الإهمال”. في المقابل، يشهد سجن رومية حالة من الفوضى والبلبلة نتيجة للحوادث التي حصلت أخيراً
محمد نزال
لم تتمكّن القوى الأمنية من العثور على السجينين الفارّين من مستشفى “نوفل” هشام و. وعلي س.، بعد مضيّ يومين على فرارهما. “لا نتائج إيجابية في التحقيق”، بحسب ما أكد مسؤول أمني رفيع لـ“الأخبار”. لكن “الجديد” يتمثّل في توقيف رجال الأمن المكلفين حراسة السجينين في المستشفى، إضافةً إلى تحقيق أُجري مع الأطباء المعنيين وعدد من العاملين في المستشفى “بعد الإهمال الحاصل منهم، بغضّ النظر هل كان هناك تواطؤ أم لا لتسهيل عملية الفرار”.
من جهته، علّق وزير الداخلية والبلديات زياد بارود على الحادثة، قائلاً إن “القوى الأمنية تتعاطى مع موضوع فرار السجينين، بالطريقة نفسها التي تعاطت بها مع قضية فرار المساجين من سجن رومية الشهر الماضي”، في إشارة إلى عملية فرار السجين طه سليمان الذي أعيد إلى “رومية” في اليوم التالي، “رغم عدم وجود مجال للمقارنة بين الحادثتين، إذ إن السجينين الفارين لا يملكان حيثية أمنية كبيرة”. وتابع بارود في حديث إعلامي “لا أريد تسخيف الموضوع، فهو غير مقبول رغم أنه يحصل في بلدان كبرى، ولكن لا يجوز تكبير الموضوع أكثر مما يستحق، فالمتابعة جارية قضائياً ومسلكياً”.
ولفت مسؤول أمني متابع للقضية إلى أن التحقيق أصبح في عهدة فرع المعلومات، لدى قوى الأمن الداخلي. وكشف أن التحقيقات الأوّلية تشير إلى أن الطبيب المكلف معالجة السجينين، كان “متراخياً” في عمله. لا شيء نهائياً حتى الآن، فالكلمة الفصل للتحقيق وما سيظهره “رغم أنه وللأسف، فإن كلمة “التحقيق” باتت تعني التمويه” على حد وصف أحد المتابعين للقضية.
وكان كلّ من هشام.و (39 عاماً) وعلي.س (27 عاماً) قد نُقلا كلٌّ على حدة من سجن رومية المركزي، إلى المستشفى في بئر حسن ـــــ بيروت، بداعي الاستشفاء، حيث نشرا القضبان الحديدية لنافذة غرفتهما، وتمكّنا من الفرار بعدما استخدما الشراشف للنزول من الطبقة الرابعة في المبنى.
في سياق آخر، علمت “الأخبار” أن الأبنية والممرات في سجن رومية المركزي، شهدت أمس ازدحاماً خانقاً أدّى إلى تدافع وإشكالات فردية، نتيجة لتوافد أهالي السجناء بهدف زيارة أبنائهم وأقاربهم بمناسبة عيد الفطر. تجدر الإشارة إلى أن هناك نسبة كبيرة من السجناء في رومية من المسلمين، وكان يفترض بالأهالي القيام بالزيارة يوم الاثنين بحسب قواعد الزيارة في السجن، لكنهم تأخروا ظناً منهم أن لا إمكان لذلك، بعد شيوع خبر فرار السجينين.
تجدر الإشارة إلى وجود حالة من البلبلة في سجن رومية، الذي شهد عدداً من الحوادث، مثل محاولة فرار مجموعة من موقوفي تنظيم “فتح الإسلام”، ثم الفوضى والإضراب عن الطعام الذي أعلنوه احتجاجاً على “المعاملة السيئة”. يزيد من حالة البلبلة في السجن أن يوم الخميس المقبل هو موعد التسليم والتسلّم بين الضباط العسكريين الذين أُوقفوا عن أداء مهمّاتهم في السجن، والذين كُلّفوا حديثاً هذه المهمات.
في هذا الإطار، علمت “الأخبار” من ضابط رفيع في قوى الأمن أن عدداً من الضباط المكلّفين، عبّروا عن عدم رضاهم تجاه تسلّم المسؤولية الجديدة. لكن الضابط المسؤول أكد أن المهمّات الجديدة “لا تأتي بحسب مزاجية البعض، فهذا تكليف ويجب على الجميع الالتزام به”. من جهة أخرى، أبدى عدد من الناشطين في المجتمع المدني ملاحظات على “عدم توافق التكليف مع الرغبة النفسية بطبيعة العمل”، مما يولّد تخوّفاً من عدم قيام الضباط المكلّفين بواجبهم على أكمل وجه.


خلاف بين الزوّار؟

ورد اتصال من أحد المواطنين إلى “الأخبار”، بعد ظهر أمس، أشار فيه إلى حصول إشكال داخل المبنى “ب” في سجن رومية المركزي، بين عدد من الزوّار، وذلك على خلفية مذهبية. كذلك، أكّد المتصل أن إشعالاً للنار حصل داخل السجن أثناء الإشكال، الذي تطوّر إلى تضارب بالأيدي بين عدد من الآتين لزيارة السجناء. إثر ذلك، عبّر عدد من الأهالي عن قلقهم تجاه أولادهم السجناء، وطالبوا القوى الأمنية بالحفاظ على سلامتهم. اتصلت “الأخبار” بإدارة السجن في رومية، للاستفسار عن حقيقة ما يجري هناك، لكن المسؤولين نفوا وقوع الإشكال المذكور في السجن. تجدر الإشارة إلى أن القابعين خلف قضبان سجن رومية يعانون اكتظاظاً شديداً، فهو يضم حوالى 65% من سجناء لبنان، أي أكثر من 4 آلاف سجين، علماً أنه مخصص لاستقبال 1500 سجين فقط.