ريتا بولس شهوانفي غرفة في المبنى البلدي العكاري المتواضع اجتمع حضرة «الأستاذ» ممثلاً أبناء الطائفة وحضرة «السيد» نائباً عن الحزب ونائب رئيس المعارضة «الضيعوية» وقطب «مش معروف مع مين». أقروا تنظيم نشاط والسير في تجربة شبابية تفعّل سواعد شبان الضيعة وتبث في نفوسهم الأمل. تعتقد للوهلة الأولى أنّك ربحت معركة وطنية مع التطمينات والتسهيلات اللوجستية المقدمة. بين فرم التبولة، رفع الجرن ولعبة الكباش، دخل المفاوضون في جدال عميق لإقناع أحد الموجودين بأهمية النشاط الشبابي الذي سينقل على التلفزيون، ويجمّل صورة الضيعة إعلامياً ويبرز السواعد العكارية أمام ملايين المشاهدين. انتقل المفاوضون من مرحلة الكلام الدبلوماسي إلى محاولة إقناع عضو البلدية «المسيّسة» بأنّ الشباب يتكفّلون الإعداد. بين الغضب العارم والانفعال الذي يدفع للتساؤل عن دور البلديات وأهميتها في إحياء المجتمع المدني، تتوضح ملامح العهد العثماني: عضو بلدية خاضع للمحسوبيات السياسية والانتخابية، آراء أهل الضيعة تتقاطع مع السياسة فيربح شبح الزعيم الغائب عن الاجتماع لكنه انتخب أخيراً وفق قانون عثماني قديم.