بنت جبيل ــ داني الأمينمضت أكثر من 35 عاماً قبل أن تحلّ نعمة “الزّفت” الكويتي والإيراني على الطريق العامة لبلدات حدّاثا ورشاف والطيري وحانين في قضاء بنت جبيل. قبل ذلك لم يكن تحرير الجنوب عام 2000 مناسبة لإعادة النظر بهذه الطريق، التي كان المرور عليها محرّماً على أهالي المنطقة خلال فترة الاحتلال، بسبب تمترس الموقع الإسرائيلي المشرف عليها في إحدى تلال بلدة حدّاثا. وقد بقيت التشقّقات والحفر تُلحق الأضرار بالسيارات والأهالي العابرين حتى حرب تموز 2006.
ينتهي تأهيل الطريق مطلع السنة المقبلة ويكلّف ملياري ليرة
وكما هي العادة فإنّ المبادرة لا ينتظرها الأهالي من دولتهم، لكونها تأتي دائماً من الجهات المانحة. وبالفعل فقد جاءت الفرصة المناسبة بعد حرب تموز، إذ يشرح نائب رئيس بلدية حدّاثا، مصطفى منصور، أنّ “صندوق التنمية الكويتي، الذي تعهّد إعادة إعمار المنازل المتضرّرة من الحرب في هذه المنطقة المحرومة، عمد إلى التواصل مع مجالس بلدية المنطقة التي قدّمت الاقتراحات للقيام بمشاريع تنموية ملحّة، وكان إنجاز هذا الطريق في سلّم الأولويات بعد انتهاء عملية دفع التعويضات”. هكذا، باشر الصندوق التنسيق مع “الهيئة الإيرانية لإعمار لبنان” لإعادة تأهيل الطريق الرئيسية التي تصل حداثا والطيري بمدينة بنت جبيل، والبالغ طولها أكثر من 10 كيلومترات وعرضها نحو 10 أمتار.
تأتي هذه الخطوة من ضمن نطاق مشروع الهيئة الإيرانية الخاص بإعادة تأهيل طريق الناقورة ـــــ بنت جبيل ـــــ مرجعيون البالغ طولها 80 كيلومتراً.
أما كلفة المشروع، فتزيد على ملياري ليرة لبنانية. وكانت المجالس البلدية قد لجأت إلى توسعة الطريق وبناء جدران الدّعم على جانبيه. ويربط هذا الطريق بنت جبيل والبلدات القريبة منه بالطريق العام الممتدّ من بلدة حاريص إلى مدينة صور. وتستمر أعمال التأهيل نحو ثلاثة أشهر.
مع إنجاز التعبيد المتوقع مطلع السنة المقبلة، يختصر السائق الوافد من منطقة صور إلى قرى قضاء بنت جبيل مسافة 12 كيلومتراً، هي فارق الطريق المعتمدة حالياً من صور إلى جويا، فتبنين ثم بنت جبيل. ويرى أبناء بلدة حدّاثا أنّ تأهيل الطريق سيحسّن أوضاع تجّار المنطقة، إذ يقول التاجر محمد كرنيب: “انتظرنا التحرير لتتحسّن تجارتنا، لكنّ ذلك لم يحصل إلّا اليوم، فمئات السيّارات ستضطرّ إلى عبور هذا الطريق، ما يمثّل مصدر رزق لأصحاب المحالّ التجارية الموجودة هنا على الشارع”.
وكان صندوق التنمية الكويتي قد لجأ منذ أشهر عدّة إلى شقّ طريق وادي السلوقي وتعبيده، الذي كان محرّماً على الأهالي عبوره منذ الاحتلال الإسرائيلي، ما أسهم في ربط العديد من قرى وبلدات بنت جبيل ومرجعيون بعضها ببعض، وتوفير مئات الأمتار على الأهالي العابرين إلى مدن النبطية وصيدا وبيروت.