عفيف ديابلم تنته بعد مفاعيل إقدام وزير المال في حكومة تصريف الأعمال محمد شطح على التنقيب شخصياً عن كنز ذهبي في قرية عين عرب البقاعية. فالحفر الذي لم يعقبه حتى الآن أي تعليق رسمي أو توضيح ما من وزارة المال، أو حتى الكشف عن هوية عالم الآثار الأردني الذي أقنع الدولة اللبنانية بوجهة نظره ومعلوماته، وما إذا كان قد خضع لتحقيق أمني أو قضائي، لم تتوقف ارتدادته منذ أن أقدمت دار الفتوى في البقاع على ردم الحفرة داخل مقام الخضر في عين عرب، والإعلان عن عدم وجود الكنز. فبعد مرور قرابة الشهر على تنقيب شطح، يسود اعتقاد شبه عام في القرية أن وزير المال عثر على الكنز في مقام الخضر خلال بحثه الشخصي عن الكنز العثماني. ويعزو بعض الأهالي اعتقادهم هذا إلى عدم إصدار الدولة اللبنانية أو وزارة المال ما يوضح رسمياً أعمال الحفر التي جرت في حرم المقام طوال 3 أيام. ويقول محمد حجازي إن الأهالي في عين عرب «منقسمون حول وجهتي نظر. الأولى تقول إن الدولة عثرت على الكنز في اللحظات الأولى لإقدام الوزير شطح على الحفر، وإن ما جرى من أعمال حفر في اليومين التاليين كانت تمويهاً. أما وجهة النظر الثانية فتقول إن لا وجود للكنز أساساً والدولة ممثلة بالوزير شطح تعرضت لخديعة من شخص أردني يجب أن يحاكم». ويضيف حجازي أن «اللغز الذي يحيرنا في عين عرب، هو الشخص الأردني الذي اختفى ولم يعد له من أثر. فنحن قرية فقيرة لا نقوى على فعل أي شيء، لا سيما أن الدولة كلها كانت هنا وعلى رأسها الوزير شطح الذي لم يصدر بياناً يوضح ما جرى، وبالتالي على الدولة أن تبدد شكوك الأهالي الذين يتهمونها بأنها عثرت على الكنز وأعطت الأردني حصته وتوارى عن الأنظار». موضحاً أن «قصة» الوزير شطح «ستدخل التاريخ من أبوابه الواسعة، فالاعتقاد الشعبي في عين عرب منذ القدم، أن كنزاً مدفوناً تحت مقام سيدنا الخضر، ونحن نتوارث هذه الأحاديث أباً عن جد، وما جرى في مقام الخضر أخيراً سيبقى حديث الناس وينتقل إلى الأجيال المقبلة لتصبح قصة تاريخية وأسطورة». ويتحدث غسان العسيس عن «الأسطورة الجديدة في عين عرب ومنطقة راشيا». ويضيف «معظم أهالي منطقة قضاء راشيا يعتقدون أن الدولة وجدت الكنز، ولم تعط البلدة حصتها، ولكن هذه وجهة نظر شعبية، أو اعتقاد شعبي لا أدلة توثقه. ونحن في عين عرب لا يمكننا أن نلغي هذا الاعتقاد أو نمنع الناس من التفكير في احتمال كهذا من أن الكنز نقل في اليوم الأول لأعمال الحفر إلى بيروت. فالكبير والصغير في البلدة والمنطقة يتحدثون عن هذا الاعتقاد وستصبح القصة تاريخية ومحط تندر، حتى أننا سمعنا بالتواتر نقلاً عن أحد رجال الدين في المنطقة أن الدولة عثرت على الكنز وضحكت على أهالي عين عرب».
ولكن «حكي الناس» في عين عرب والجوار أن شطح عثر على الكنز في اليوم الأول من أعمال الحفر، يرفضه إمام القرية الشيخ قاسم حسين و«حكي الناس مجرد كلام وشائعات، ولا وجود لأدلة تثبت عثور الدولة على الكنز المزعوم، فكل ما في الأمر أنه مجرد أضغاث أحلام». ويضيف «كل ما يهمنا الآن هو أن تنجز وزارة المال ما تعهدت به من إعادة ترميم ما نجم عن أعمال الحفر، وأهالي عين عرب ينتظرون تلزيم إعادة المقام إلى سابق عهدة وطلاء الجدران ورصف الأرض بالبلاط كما وعدتنا الدولة». ويؤكد الشيخ حسين أن «الكنز أصبح من الماضي، فكل الأهالي كانوا يتابعون أعمال الحفر، وكانت هنالك لجنة تراقب، ونحن نؤكد أن الكلام الذي نسمعه مجرد شائعات».


يوم أقنع الوزير السنيورة

مساء يوم الجمعة 28 آب الماضي، وصل وزير المال محمد شطح بصورة مفاجئة إلى قرية عين عرب في أقاصي جنوب ـــــ شرق البقاع حيث باشر التنقيب داخل حرم مقام الخضر عن كنز ذهبي يعود إلى الخزينة العثمانية. تمرد أهالي القرية ألزم الوزير ومن معه بمغادرة القرية بعد وضع حرسة أمنية مشددة، لتعود أجهزة الدولة في اليوم الثاني وتجري عملية حفر بعد إقناع دار الفتوى بإعطائها حصة من الذهب المدفون. إقناع دار الفتوى لم يكن سهلاً، فأقنع شطح رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالتدخل لإقناع المفتي خليل الميس بوجوب إعطاء موافقته الدينية على إطلاق عمليات الحفر في مقام الخضر، فكان ما أراده شطح الذي وعد الأهالي ومرجعيتهم الدينية الإسلامية بإعادة المقام إلى سابق عهده حيث ينتظر الأهالي مناقصة وزارة المال لترميم مقامهم.