ينتهي الثلاثاء المقبل «مهرجان اليوم السابع» لتشجيع الطلاب على الأعمال التطوعية الذي تنظمه جامعة القديس يوسف في بيروت ويجول على فروعها كلها
ديما شريف
طابة صغيرة لتخفيف التوتر، كركة عرق لإنتاج رائحة خزامى، شوكولا، موسيقى ومرايا. بهذه الطريقة ترضي الحواس الخمس: اللمس، الشم، التذوق، السمع والنظر. حواس خمس يمثلها المتطوع بالنسبة إلى المجتمع، وفق طلاب جامعة القديس يوسف في بيروت، الذين تدفقوا بالمئات في اليومين الماضيين ليتطوعوا في برنامج «عملية اليوم السابع» الذي يتنقل بين فروع الجامعة ليجمع المتطوعين. فالشاب المتطوع يزيل التوتر من المجتمع، يترك رائحة جميلة وراءه، طعمه كالشوكولا يشجع على الابتسام ونوتة موسيقية جميلة.
بهذا العرض استقبل منظمو المهرجان الطلاب الراغبين بالتطوع في «عملية اليوم السابع»، التي بدأت في حرب تموز 2006 لمساعدة النازحين من مناطق العدوان الإسرائيلي وانضوى فيها طلاب وموظفون في الجامعة. المشروع استمر بعد الحرب وانتقل شبابه للعمل في مناطق لبنانية عدّة وساعدوا الفئات المهمشة والفقيرة. قررت الجامعة توسيع عمله ففتحت باب التطوع من جديد عبر المهرجان الذي بدأ الأربعاء الماضي ويستمر حتى الثلاثاء المقبل من أجل تدريب الطلاب ليصبحوا مواطنين فاعلين يعتمدون التغيير من أجل مصلحة لبنان.
بدأ البرنامج خلال حرب تموز 2006 وينتقل قريباً إلى سجن رومية
في حديقة كلية العلوم الطبية، انتشرت «الستاندات» المختلفة لتعرف الطلاب على محاور عملية التطوع السبعة: المواطنية وحقوق الإنسان، الثقافة والإرث الوطني، الحوار والوساطة، البيئة والتنظيم المدني، التربية والتنمية الاجتماعية، إدارة الأعمال والاقتصاد والشركات وأخيراً الصحة والتنمية البشرية.
باتريك حايك حسم خياره منذ بداية 2008 حين تطوع في البرنامج. يعتبر طالب الدراسات العليا في علوم البيئة وإدارتها أنّه من الضروري المشاركة في البرنامج لأنّه يساعد الناس في مختلف الأطر. يعمل باتريك في «خلية إعادة التشجير» التي تدخل في نطاق دراسته، ويقول إنّه سيبقى في البرنامج بعد تخرجه هذه السنة. قرار لا تخالفه فيه زميلته في الدراسة نادين وازن التي تؤكد أنّ العمل مع الناس في موضوع معين على فترة طويل يأتي بنتائج في النهاية. اختبرت نادين ذلك من خلال حملات التوعية التي شاركت فيها ورأت تأثيرها على الفئات المستهدفة. في المقابل، اختارت نادين حجازي، رفيف طيارة وكريستيان ساروفيم التطوع في خلية الصحة لقربها من اختصاصهن الدراسي، طب أسنان الأطفال. الفتيات اللواتي يتخرجن هذا العام أيضاً، سيبقين متطوعات في البرنامج للمساعدة في معالجة الناس وتوعيتهم في القضايا الصحية المختلفة. «هو برنامج مدى الحياة»، تقول رفيف. فيما تبدو نادين، التي ستبقى دائماً متطوعة كما تقول، فخورة بتوعية الأطفال في المدارس والعمل مع أساتذتهن لإكمال المهمة.
من جهته، شرح رئيس مجلس الطلاب في كلية التغذية إيلي سعادة لـ«الأخبار» دور مجالس الطلاب في كليات الجامعة في البرنامج منذ 2006 في المساعدة على تطويع الراغبين والشرح للطلاب عن البرنامج.
التحدي المقبل أمام البرنامج هو تنفيذ مشروع في سجن رومية للعام الدراسي 2009 ــــ 2010 يتجاوب مع حاجات السجناء فيه وتقريب الطلاب من الفئات المهمشة وتعويدهم على العمل في ظروف قاسية.