زينب صالحلا تغيب المونة عن موائد القرية البقاعية، مما يضطر أهلها لتحضيرها خلال الصيف بمساعدة شباب القرى. «أستمتع في مساعدة أمي في إعداد الدبس والمعقود والمكدوس وغيرها وهذا أفضل من ألا أفعل شيئاً»، يقول ابن البزالية محمد، الذي يبلغ 19 عاماً. هكذا يقضي محمد صيفيته على نحو مثمر ومفيد. أقرانه في قريته البقاعية لا يختلفون عنه فهم يعملون لمساعدة أهلهم وتأمين ما يلزمهم لعامهم الجامعي. فكريم يستيقظ في الخامسة صباحاً لينطلق بباصه وركابه نحو بيروت. «العمل متعب في فصل الصيف، بس بدنا نعيش»، يقول الشاب الذي لا ينام أكثر من 5 ساعات كل يوم لأنّه يسهر مع رفاقه إلى ساعة متأخرة على أنغام الأركيلة والكلام والموسيقى. من جهته فتح أحمد، الذي يدرس في بيروت، محل عصير وكوكتيل يجمع الشباب في رمضان وها هو بعد انتهاء الشهر يعود أدراجه إلى العاصمة ليلتحق بجامعته. في المقابل، لم تمنع الدراسة لخوض امتحانات الدورة الثانية في كلية الآداب زهراء من العمل في محل لبيع الأدوات المنزلية كي تؤمن مصروفها. إلى جانب ذلك، التحقت بدورة للتدريس في العاصمة لثلاثة أيام في الأسبوع كي تستطيع تأمين عمل فوراً في تشرين الأول. أما حسن فيعمل في ورشة بناء مع مجموعة من الشباب من الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً ما ينهكه كثيراً. شباب البزالية لا يغادرونها إلا للدراسة، قلة منهم تسافر خارج البلاد للعمل، والبقية يعملون في محال البقالة وحقول القمح التي تمثّل مورد الرزق الرئيسي لهم.