حصل عراك أول من أمس، في برج البراجنة، على خلفية ملكية دراجة نارية. يكاد الأمر أن يصبح روتينياً في المنطقة، إذ إنه الحادث الثاني هناك، خلال يومين فقط. لكن كان للحادث الجديد طابع مختلف، إذ شارك فيه شبان لبنانيون وفلسطينيون. بدأ الخلاف على ملكية دراجة، حين ادّعى ن.م أن محمد.د. سرقها منه، علماً بأن الأخير يسكن داخل مخيم برج البراجنة. وعندما سنحت الفرصة لـ ن.م. ورأى محمد خارج المخيم، تضارب معه مطالباً بالدراجة. فما كان من محمد إلا أن أحضر أصدقاءه وطاردوا ن.م. وأ.ح. اللذين اختبآ بالقرب من أحد دور العبادة في المنطقة. هناك، بدأ الشبان برمي الحجارة على زجاج السيارات التي اختبأ ن.م. خلفها. سبّب الإشكال بلبلة على الأرض لوقوعه بالقرب من الجامع، ما دفع بعض الأهالي إلى التدخل ومحاولة فضّ العراك. من جهة أخرى، حضر مسؤولون أمنيون من الفصائل الفلسطينية إلى المكان، لإعادة الجميع داخل المخيم ولمنع تأزيم الوضع وإعطائه «أكثر من حجمه الطبيعي» كما قال أحد مسؤولي اللجنة الأمنية في المخيم لـ«الأخبار». أما بالنسبة إلى مسؤولي الفصائل الفلسطينية وعناصر اللجنة الأمنية في المخيم، فقد أجمعوا على أن «الخلاف فردي وأن التحقيقات لا تزال جارية مع شباب المخيم لمعرفة أسبابه الحقيقية». وقد تفاقمت المخاوف على الضفتين، داخل المخيم، والضواحي القريبة منه، وخصوصاً بعدما أكد عدد من المواطنين سماعهم أخباراً عن إمكان انفجار الوضع الأمني للمخيمات. دفع هذا الخوف جميع الأطراف في المخيم للعمل على حل المشكلة، فيما عبّر أحد المسؤولين الأمنيين في المخيم عن خشيته «من تطورات قد تحصل في المستقبل». هكذا، تحوّل إشكال فردي بين مجموعة شبان إلى شبه حالة هلع في المخيم ومحيطه، قبل أن تتدخل جهات حزبية لمؤازرة الجيش اللبناني ومسؤولي الفصائل للعمل على الحدّ من تداعيات العراك الفردي. في نهاية الأمر، تجدر الإشارة إلى أن الخلافات الفردية بسبب الدراجات النارية تزايدت كثيراً، وأدّت إلى سقوط جرحى وقتلى في الآونة الأخيرة، فيما اقتصر التضارب أول من أمس، على تكسير بعض زجاج السيارات المركونة، وكاد الأمر أن يتطور إلى «فتنة» بعد شائعات سرت عن تكسير زجاج إحدى الحسينيات. كل هذا، والدراجات النارية تتجول في الضاحية الجنوبية، بعيداً عن أعين القوى الأمنية، من دون لوحات تسجيل تعرّف عنها، ومن دون أن يلتزم سائقوها بالحد الأدني من الظروف القانونية. وفي عراك أمس، غابت القوى الأمنية أيضاً، وتدخل الجيش لتسوية الخلاف.(الأخبار)