بعد زيارتهم صيدا، انتقل 60 شاباً من «ملتقى شباب القدس» إلى عاصمة الشمال، حيث التقوا وجوهاً طرابلسية بارزة في الحركة الإسلامية
طرابلس ـــ عبد الكافي الصمد
أشار مسؤول الوفد، محيي الدين حمود، نجل إمام وخطيب مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود، لـ«الأخبار» إلى أن هذه الزيارة التي يقوم بها شبان تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً «هي الأولى لنا إلى الشمال تحت اسم الملتقى، بعد زيارات قمنا بها إلى مناطق أخرى، كما أنها الزيارة الأولى التي يُعلن عنها إعلامياً».
ويوضح حمود أن هدف الزيارة هو «التواصل والتعرف عن قرب على مشايخ ومرجعيات في الحركة الإسلامية، (منهم الشيخان بلال شعبان وهاشم منقارة، ومنى حداد يكن، أرملة الداعية فتحي يكن، ونجلها سالم) والتباحث معهم في مستقبل هذه الحركة، ومقاربة تجاربهم وخبراتهم تحديداً في إطار العمل الإسلامي الدعوي والتنظيمي للإفادة منها».
وإذ لفت حمود إلى أن «من زرناهم أكدوا أهمية دور القدس ورمزيتها في العمل الإسلامي»، فقد «خرجنا بانطباع بعد اللقاءات معهم بأنهم يتمتعون بانفتاح كبير، كما تعاملوا معنا كأهل لا كأغراب، وأعطونا دفعناً كبيراً من الأمل، عندما شددوا على موقع صيدا ودورها التاريخي في ميدان المقاومة، ما رفع كثيراً من معنويات الشباب».
هدف الزيارة هو التواصل مع مرجعيات الحركة الإسلامية
وفيما غلب طابع زيارة يكن ونجلها على تقديم التعازي بوفاة «أحد أبرز الشخصيات الإسلامية في لبنان»، اعتبر حمود أن لقاءي شعبان ومنقارة «كانا مفيدين على أكثر من صعيد، إذ قدموا لنا نصائح هي «خميرة» تجربتهما في العمل الإسلامي».
ففي هذا المجال، اعتبر شعبان أن «أمتنا تمر في مرحلة مصيرية تحاول من خلالها إدارة الشر الأميركية تصفية القضية الفلسطينية، عبر تسوية تقوم على الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية، واعتبار القدس عاصمة أبدية لذلك الكيان الغاصب، نتيجة عمل مبرمج ودؤوب من أجل تهويد القدس ومحيطها، بينما تغرق دولنا في خضم اختلافات وصراعات داخلية وجانبية، وهذا ما يجب أن يدفعنا كأمة على اختلاف أعراقنا ومذاهبنا، إلى ترك الخلافات الداخلية المصطنعة والتوجه بكل طاقاتنا صوب عدونا الواحد إسرائيل».
وفي الشأن الداخلي، رأى شعبان أن «تأليف الحكومة بات قريباً، ولكن ليس نتيجة تفاهمات ووعي داخليين، بل نتيجة عوامل خارجية متعددة»، متوجهاً إلى الشبان بالقول: «إذا كان البعض يعتبر أن المرحلة السابقة كانت مرحلة هيمنة وتأثير سوري على لبنان، فإن التأثير الإقليمي والدولي اليوم أكبر بكثير من السابق، لأن أي تلاق اليوم يحتاج، إضافة إلى التوافق والرضى السوري السعودي، إلى توافق ورضى مصري وأردني وقطري، والأدهى والأمرّ من ذلك هو التدخل الدولي في أدق تفاصيل الحياة السياسية والتشكيلة الحكومية، والغريب أن بعض السياديين الجدد يعتبرون ذلك جزءاً من الرعاية والاهتمام الدوليين بلبنان».
وأسف شعبان لاعتبار بعض المراجع الدينية مشروع الشراكة في الحكومة المقبلة «مشروع إعاقة»، وتشبيهها بعربة يجرها حصانان، واحد من الأمام وآخر من الخلف»، معتبراً أنه «يجب على رجل الدين أن تتجلى أبوته في التقريب بين أبنائه المختلفين وبناء جسور الثقة، لا في تعميق الهوة وزيادة الاختلاف والشقاق بينهم».