محمد محسنرأى الشباب ما تغاضت عنه أعين الجهات الرسميّة. على مدى عام كامل، قدّموا مبادراتٍ ومشاريع لمكافحة الفساد. انطلقوا من واقع مناطقهم المختلفة جغرافياً، والمتشابهة على مستوى المعاناة من الطائفية وغياب الحوار، حتى الافتقار إلى المرافق العامة والسياسات التنموية على أكثر من صعيد.
صباح أمس، حضر شبّان وجمعيات قادوا حملاتٍ عنوانها المساءلة والشفافية ومكافحة الفساد، إلى فندق «الموفنبيك» في بيروت، للمشاركة في ورشة العمل التي نظّمتها «الهيئة الدولية للأبحاث والتعاون» بالشراكة مع «الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية ـــــ لافساد». كذلك، حضرت جهات مانحة مختلفة، هيمن عليها الحضور الأميركي بدءاً من السفيرة ميشال سيسون وموظفة في الخارجية الأميركية وممثّلة عن جمعية «USAID»، إضافةً إلى ممثل عن السفيرة البريطانية، وجهات مانحة أخرى. خلال أربع ساعات، استعرض المانحون أفلاماً وعروضاً لمشاريع قدّمها شباب، التي كانت بدعم من جمعية الـ“IRIX» وبتمويلٍ من الجهات المانحة.
لكن اللافت في أكثرية المشاريع، اقتصار نتائجها على توزيع الكتيّبات أو إقامة ورش عمل تستهلك المواضيع، كالطائفية وحل النزاعات، من دون أن تحوّل أهداف الشباب إلى واقعٍ ملموس. في المقابل برزت نتائج بعض المشاريع ميدانياً، كإصلاح بعض الطرقات العامة.
على مستوى الجهات المانحة، كان كافياً أن يرسل ممثّلوها عناوين المواقع الإلكترونية لجمعياتهم، بدلاً من تكرار الحديث عن الديموقراطية ودعم حقوق الإنسان. في نهاية الورشة، وقبل تناول الغداء، قدّم المنظّمون دروعاً تقديرية لعددٍ من الشخصيات، كان أبرزها وزير الداخليّة والبلديّات زياد بارود، والسفيرة سيسون والإعلامي نيشان ديرهارتيرونيان.