حسين فران«البنت وشوية مصاري» هما مفتاح السهر في ليل بيروت. ينطبق ذلك القانون على أي حانة تخطر على بالك في مناطق كالجميزة ومونو، يعتبرها البعض «نخبوية» بسبب غلاء أسعارها، بينما يفقد اعتباره في حانات الحمرا المفتوحة للجميع من دون قيد أو شرط. البارحة، أقنعني صديقي بالذهاب معه إلى حانة في الجميزة لاحتساء كأس، وذهبت. وصلنا المكان، وقرّرنا الجلوس إلى البار، فمنعنا الساقي، علماً بأنّ المكان كان نصف خالٍ. استنتجنا أن السبب قد يكون عدم وجود فتاة معنا. وربما أيضاً لأنه وجد أن شكلنا «مش بهلموطي» بحسب التعبير الساخر لصديقي. فقد كنا نرتدي ثياباً عاديّة لا «توكسيدو» لماعاً أو حذاءً دقيق الرأس كذلك الذي يتندر به صديقي قائلاً: «لازملو مبراية تيضلّو راسو مروّس!» بالنهاية تجادلنا معه وخرجنا. المشكلة هي أنّ الموظّفين، حين يُطلب منهم القيام بمهمة ما، «بيكبر راسهم»، وسرعان ما يتخذ الجدال معهم صيغة شخصية، ويتفاقم لدرجة أن يهددوا الزبون بالضرب. قرّرنا المحاولة في حانة أخرى فهرع أحد موظفيها إلينا فور دخولنا مخاطباً إيانا بالإنكليزية: «أعتذر منكم، لا مكان لتجلسوا. أطلب منكم الرحيل»، علماً بأنّ معظم الزبائن كانوا يحتسون كؤوسهم وقوفاً من دون أن يمثّل ذلك مشكلة. لم نرضخ، بل ناقشناه إلى أن اعترف بعدما تعاطف معنا بأن السبب هو عدم وجود فتاة بيننا. عندها، طفح الكيل، فصرفنا النظر عن السهرة، وعدنا إلى منازلنا لاعنين السهر المشروط وسنينه!