صيدا ــ خالد الغربيإذا استثنينا الفتحاويّين، على اعتبار أن مؤتمر فتح العام السادس المتوقّع عقده في بيت لحم الرابع من آب الجاري، هو مؤتمرهم، فإن عيون الناس العاديين في مخيم عين الحلوة لا تبدو معنيّة فعلاً بالمؤتمر. ولعلّ أسباب اللامبالاة النسبية تعود إلى أنهم يعتقدون أن المؤتمر لن يقدم حلولاً للمسائل التي تهمّهم مثل «حق العودة»، أو حقوقهم المدنية في لبنان. وإن كان مؤتمر بيت لحم لن يقدم لهؤلاء ما يريدونه، ففي رأي أحد من قابلناهم «لشو هالحركات؟»، يقول مقلداً زياد الرحباني في مسرحيته «فيلم أميركي طويل». أكثر من ذلك، يشير الرجل الذي رفض الكشف عن اسمه نظراً لحساسية هذا الموضوع هنا، إلى أن «كل ما قد يخرج به المؤتمر هو توفير أموال إضافية للعناصر الفتحاوية في لبنان». وبرغم أن مخيّم عين الحلوة هو من أكثر المخيمات التي تنشط «فتحاوياً»، إلا أن المؤتمر لا يكاد يستقطب اهتمام المخيم. يقول بائع الخضار محمد الحسن إنّ «المؤتمر لن يضيف أي جديد، سيستمرون في المفاوضات مع إسرائيل، مع أن خيار التفاوض أثبت فشله، وسيؤكّدون قيادة أبو مازن. أما بالنسبة إلى القضايا الأساسية، فليس بمقدورهم أن يفعلوا أي شيء. باختصار، المؤتمر همروجة إعلامية». ولئن كان أبو محمد العلي يؤمن بما يقوله الحسن، إلا أنه يعتقد «أن للمؤتمر بعض الحسنات، منها أن عدداً من المسؤولين الفلسطينيين في لبنان ممن سيشاركون في أعماله سيتسنّى لهم أن يشمّوا هواء بلادنا ويقبّلوا ترابها». ثم يستدرك قائلاً: «بس المشاركين من لبنان بدّن يمرّوا بإذن من إسرائيل، ومع ذلك أوصيت أحد الأقرباء بأن يجلب لي تراباً من أرض فلسطين».
فتحاويو المخيم لهم رأي آخر. يؤكد أبو الفتح، الذي كان في نوبة حراسة «أن مؤتمر الحركة سيعيد الحيوية إلى الحركة الأمّ، ووجود الأخ أبو رياض (سلطان أبو العينين) ضمانة، لكونه سيعرض المشكلات التي يعانيها الفلسطينيون في لبنان في ظل الأوضاع المأسوية التي نعيشها». وطالب أبو الفتح المؤتمرين «بالعودة إلى زمن الثورة والوحدة الوطنية وإعادة الاعتبار للحركة ودورها»، بينما يطلب زميله في السلاح «من المؤتمر ومن الرئيس أبو مازن منح المقاتلين الفتحاويين في لبنان امتيازات، كما كان يفعل الراحل ياسر عرفات».