عمر نشابةلم يؤدِّ تعميم دعاية «لا تسرع الموت أسرع» وغيرها من الشعارات الهادفة إلى إقناع المواطنين، ولا سيما الشباب، بقيادة السيارة بهدوء إلى انخفاض عدد ضحايا حوادث السير الذي بلغ حوالى 500 خلال الشهر الماضي وحده. كما لم تنخفض نسبة متعاطي المخدرات بعد تعميم دعاية «الحياة حلوة ما تشكّ فيها» وغيرها من الدعايات الإرشادية التي طبعت على ملصقات وبثّت على التلفزيونات وأثير الإذاعات ووزّعت عبر الهواتف المحمولة وفي آلاف البروشورات.
وكان مسؤولون في الدولة وعدد من العاملين في جمعيات أهلية قد بذلوا جهوداً كبيرة لمكافحة حوادث السير التي تقتل المئات سنوياً وتجرح الآلاف. كذلك أطلقت وزارة الداخلية وهيئات اجتماعية نداءات متكررة للشبان بهدف الحدّ من ظاهرة تعاطي المخدرات التي تطال شباناً من مختلف الأعمار ومن الطبقات الاجتماعية كافة.
إن عجز تلك الدعايات الإرشادية عن تحقيق ولو جزءاً بسيطاً من غايتها يعود للأسباب الرئيسية الآتية:
1ـــــ لم ترتكز الحملات الدعائية على أبحاث علمية تدرس خصوصيات الشباب وذهنيتهم وتوصي بالمنهجية الصائبة في مخاطبتهم وإرشادهم.
2ـــــ إنه لمن البديهي ألا يتجاوب شاب في «سن الطيش» مع نداء يدعوه لعدم القيام بعمل ما يقوم به العديدون من البالغين دون أن يتعرّضوا للملاحقة القضائية.
3ـــــ لم يُبحث عن الدوافع الحقيقية لحبّ السرعة وللتفاعل الذهني مع المخدرات، وهي ليست دوافع جنائية أو عدائية أو هادفة لإيقاع الأذى بالنفس وبالغير، إذ إن توفير البديل للمتعة المرغوبة قد يكون أفضل سبيل لدعوة الشباب إلى الكفّ عن القيادة المتهوّرة والتوقف عن تعاطي الممنوعات.
4ـــــ أطلقت الحملات من دون تنسيق كامل مع المؤسسات التربوية وكل الهيئات الاجتماعية والنوادي الرياضية والمقاهي والمطاعم والملاهي الليلية.