رضوان مرتضىتفاعلت قضية الاختطاف التي وقعت منذ نحو أسبوع في منطقة الكوكودي (راجع عدد الأخبار 28 تموز). فقد تكشّفت خلفيات القضية، مظهرةً وجود خلاف بين عائلتين نشأ بعد خطف الشاب حسن ي. فتاة في ربيع شبابها رحاب ك. بقصد الزواج. وتطور الخلاف بعد إقدام 4 مجهولين على اختطاف عمّ الفتاة المخطوفة حسن ك. وادعى المخطوف بعد تخلية سبيله أن خاطفيه هم من مرافقي الشيخ عبد الله ز. الذي كان قد تدخّل بهدف مصالحة العائلتين.
لكن الشيخ عبد الله نفى لـ«الأخبار» علاقته بالخطف، لافتاً إلى أن لا مرافقين لديه. وأكد أنه كان قد تدخّل كوسيط وفاعل خير من أجل فض النزاع، لكن «الحميّة الزائدة وتدخّل أشخاص غير مسؤولين حالا دون إتمام المصالحة».
لم يرعَ الشيخ أو يشجّع على الخطف كما أُشيع. لكنه اتّهم حسن ك. (مخطوف الكوكودي) بأنه «ركّب مسألة الخطف تمهيداً لتلفيق القضية ولصقها بي». ولم يكتفِ الشيخ بهذا الاتهام، بل أضاف إن حسن كان قد هدّده بالقتل.
وبالعودة إلى أصل الخلاف تبيّن أنّ الإخراج الشكلي الذي جرت وفقه عملية المصالحة هو جوهر المشكلة، إذ إن والد الفتاة المخطوفة حسين ك. قال: «قبلنا وساطة الشيخ واتفقنا على المصالحة»، لكنه يلفت إلى أنّ وجود مسلّحين أسفل منزله وقت المصالحة استفزّه. ولفت والد الفتاة إلى أنه تغاضى عن كل التجاوزات لأجل مصلحة ابنته «لكنّهم لم يراعوا ذلك وراحوا يتهدّدوني ويتوعدوني رغم قبولي بالأمر الواقع». وتؤكد والدة رحاب عملية الاستفزاز التي تعرّضوا لها، مشيرةً إلى ضغوط من جهات حزبية أسهمت في عدم رفع الدعوى التي تقدّم بها سلفها (شقيق زوجها) إلى النيابة العامة. لكن رغم ذلك تقول والدة المخطوفة إنها وسائر أفراد العائلة مع المصالحة إذا كانت ابنتهم قد خرجت من منزلها طواعية، أما إذا تبيّن أنها اختطفت غصباً «فذلك شأن آخر».
في المقابل، يبرز موقف والد الشاب الخاطف حسن ي. الذي يقول إنه يريد أن تنتهي الأمور على خير، راجياً «عودة المياه إلى مجاريها»، وخصوصاً أن علاقة ود وصداقة كانت تربط بين العائلتين. لكنه استغرب التهديدات التي تُنقل إليه عن لسان والد الفتاة، والتي تتحدّث تارةً عن تهديدات بقتل ابنه، وتارةً أخرى عن «ردّ الصاع صاعين»، في إشارة إلى قيامهم بخطف ابنته.
بين والد لا يعرف مصير ابنته المخطوفة ووالد آخر قلق على مصير ابنه وحياته، تلوح في الأفق بوادر مصالحة برعاية المفتي الجعفري الممتاز.