ليال حدادملاحظة: النص التالي لا علاقة له بالمقاومة ولا بالعداء المطلق لإسرائيل أو بطموحي الأزلي بإغراق كل الإسرائيليين في البحر.
«أجبرت حركة حماس المحاميات في محاكم قطاع غزة على ارتداء الجلباب ووضع حجاب على الرأس». لحظة. نفس عميق.... لنبدأ الآن: كيف من المفترض أن أخاطب حركة حماس؟ كيف أعبّر عن غضبي وخيبتي؟ لا يجوز الصراخ طبعاً، ولا الشتيمة. وحتماً لا مجال لنقاش حضاري أضطر فيه إلى ممارسة وهم «تقبّل الآخر».
أعزائي في حماس يؤسفني أن أعلن لكم أن معركتكم خاسرة. فلسطين كانت قبلكم وستبقى بعدكم فلا تشوّهوا صورتها ولا هويّتها. ويؤسفني أيضاً وأيضاً، أن أخبركم، إذا كنتم تجهلون، أن مقاومتكم لإسرائيل لا تغفر لكم هول الفظائع الاجتماعية التي ترتكبونها بحقّ الغزاويين.
قرأت قبل فترة أنّكم نظمتم عرساً جماعياً لأرامل شهداء العدوان الأخير. زوجّتم النساء لأقاربهن. مبروك. مبروك من القلب. مبروك هذا القمع لأدنى حقوق المرأة. لم يمض أشهر على العدوان. وها هن الأرامل يتحولن إلى عروسات. لا وقت للحزن، لا حق للمرأة بالحزن.
عذراً، ولكن هذه ليست فلسطين. أنتم لا تعرفون فلسطين. اسألوني أنا، أنا لا أعرف غيرها. لم أزرها يوماً ومع ذلك لا أعرف غيرها. لم أقرأ إلا عنها. أحاول أحياناً التمويه فألجأ إلى قراءة روايات عالمية. لكن العودة دائماً إلى فلسطين. غداً، حين تتحرّر فلسطين، كل فلسطين. ماذا سأرتدي؟ جلباباً؟ لا، لقد اخترت ملابسي قبل زمن. لشاطئ غزة اخترت قميصاً أحمر و«شورت» أسود. لشاطئ يافا قميصاً أزرق وتنورة جينز، ولشاطئ حيفا فستاناً أبيض. يومها ليأت رجال حماس ويعتقلوني. فتحرير فلسطين لا يعني أن معاركي قد انتهت.
«أجبرت حركة حماس المحاميات في محاكم قطاع غزة على ارتداء الجلباب ووضع حجاب على الرأس». لحظة. نفس عميق.... لننهِ الآن: قالت لي إحدى المناضلات يوماً «يجب أن نخلق قيادات فلسطينية جديدة، وننبذ كل الموجوجين حالياً». هل سمتعم أيها الرفاق؟ استعدّوا.