Strong>أعلنت الشرطة الأوسترالية أمس، أنها نفّذت عمليات دهم واسعة في ضواحي مدينة ملبورن، وقبضت على مشتبه فيهم بتنفيذ «هجوم إرهابي انتحاري» على ثكن عسكرية للجيش الأوسترالي، معلنةً أن المشتبه فيهم ينحدرون من أصول صومالية ولبنانيةاعتقلت الشرطة الأوسترالية، أربعة أشخاص، أمس، من أصول لبنانية وصومالية، تشتبه بأنهم إرهابيون مرتبطون بحركة «الشباب المجاهدين» المتطرفة، وبأنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجوم انتحاري، على قاعدة «هولزورثي» العسكرية في أوستراليا. يبدو وجود لبنانيين في أوستراليا طبيعياً، لكن خبر الاشتباه فيهم مع صوماليين، بالانتماء إلى تنظيمات أصولية بدا مريباً. إلّا أنّ تصريحات الشرطة الأوسترالية، لفتت إلى أن عملها على التحقيق امتد سبعة أشهر، وقد أُطلق على العملية اسم «نيث»، التي كانت إحدى الصحف المحلية، قد سربت معلومات عنها في ساعات الصباح الأولى أمس، أي قبل انطلاقها، ما أثار انزعاج قائد شرطة فيكتوريا سيمون اوفرلاند.
أما في تفاصيل العملية، فذكرت الشرطة الأوسترالية، أنها دهمت 19 منزلاً في ضواحي مدينة ملبورن صباح أمس، وتحديداً في مناطق كارلتون وبرستن وميدو هايتس وروكسبورغ باركل ووست ميدوز، حيث أغلقت بعض الطرقات وحضرت فرق من المباحث العلمية ورفعت البصمات من الأماكن التي تعرضت للدهم، كما نقلت أكياساً وصناديق من داخل الشقق. وفي خبرٍ لافت، أشارت تقارير الشرطة الأوسترالية إلى أن الموقوفين الأربعة يحملون الجنسية الأوسترالية، وعرف من بينهم نايف س. (25 عاماً) وسامي ع. الذي قال للسلطات الأوسترالية أنْ لا علاقة له بالموقوفين الآخرين، لكن الضابط الأوسترالي دايفد كينتون أكد أنه سجل مكالمات هاتفية تؤكّد علاقة سامي بالآخرين، لافتاً إلى أن الشرطة تملك تسجيلاً صوتياً لأحدهم يقول فيه: «لقد عاينت المكان، والدخول إليه سيكون سهلاً».
وعلم المحقّقون بعد التدقيق في كاميرات المراقبة، أن أحد الأربعة كان قد زار قاعدة هولزورثي منذ مدة قصيرة بهدف معاينتها، كما أوضحت الشرطة أن الرجال الأربعة متهمون بالتخطيط لمهاجمة الثكنة بالسلاح الرشاش، علماً أن أفراد المجموعة سافروا في السابق إلى الصومال للقتال إلى جانب الإسلاميين المتمردين. وأشار اندرو سيبيوني قائد شرطة ولاية نيو ويلز الجنوبية، التي عاصمتها سيدني إلى أن الهجوم كان «وشيكاً»، فيما أعلن قائد الشرطة الفدرالية الأوسترالية، توني نيغوس، «أن الشبكة الإرهابية ترتبط بحركة الشباب المتطرفة الصومالية التي شنت في أيار هجوماً لإطاحة الحكومة الانتقالية في مقديشو»، مشيراً إلى أن «أعضاء المجموعة كانوا يسعون إلى الحصول على فتوى دينية تبرّر تنفيذ هجوم إرهابي ضد أوستراليا». وفي تأكيدٍ منه على أهمية المشتبه فيهم، نبّه نيغوس إلى أن «هؤلاء الرجال كانوا يعتزمون الدخول وقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص»، معتبراً أن حصول هذا الأمر، كان سيعد «أخطر اعتداء يقع على الأراضي الأوسترالية في تاريخها».
تجدر الإشارة إلى أن فريقاً أوسترالياً مؤلفاً من 150 شرطياً، كان يتولى التحقيق بشأن مخطط لهجوم انتحاري، منذ كانون الثاني في إطار «عملية واسعة للمراقبة الجسدية والإلكترونية»، فيما شارك نحو أربعمئة شرطي من شرطة فيكتوريا وعناصر من الأمن الوطني (ASIO National Security Organization) في العملية التي أدت إلى توقيف الرجال الأربعة، الذين تراوح أعمارهم بين عشرين عاماً وستة وعشرين، وكان القضاء الأوسترالي قد أدان رجل دين مسلماً، ينحدر من أصول جزائرية، إضافة إلى ستة أشخاص آخرين، بتهمة الانضمام إلى شبكة يشتبه بتنفيذها مجموعة هجمات إرهابية على الأراضي الأوسترالية.
(الأخبار، وكالات)


تأهّب أمني متوسط