Strong>رُميت قنبلة ليل أول من أمس في شارع سوريا بين التبانة وجبل محسن... فأيقظت قلق السكان، وفجّرت التساؤلات عن هوية الفاعلين وعن «الرسائل السياسة» التي تحملها حوادث إطلاق الرصاص والقنابل التي تشهدها أحياء طرابلس الفقيرة في الأيام الأخيرةدوّى انفجار في طرابلس قرابة منتصف ليل أول من أمس. أثار الصوت الهلع، ليتبين لاحقاً أنه ناجم عن إلقاء مجهول قنبلة في شارع سوريا الذي يفصل بين منطقتي التبانة وجبل محسن. حضرت دوريات من قوى الأمن الداخلي، كذلك حضرت قوة من الجيش وطوقت المكان. كشف خبير متفجرات على بقايا القنبلة. وقد وردت معلومات عن إيقاف الجيش شخصاً يشتبه في أنه مُلقي القنبلة.
التبانة وجبل محسن مجدداً في قلب الحدث الأمني، وكانت المنطقتان قد تصدرتا منذ فترة عناوين نشرات «الأخبار» بسبب التوترات التي وقعت بين أبنائهما.
القنبلة أحدثت أضراراً اقتصرت على الماديات وفق التقارير، لكنها أيقظت مخاوف السكان وقلقهم. «ألن ننعم بالهدوء؟»، سؤال يتكرر في التبانة وجبل محسن. أحدهم لفت إلى «أن إلقاء القنابل اليدوية يتكرّر ليلياً منذ أكثر من عشرة أيام». وكانت قوى الجيش قد أوقفت ثلاثة مشتبه فيهم، غير أن ذلك لم يخفف من ظاهرة إلقاء القنابل.
استبعدت فعاليات من المنطقتين أن يكون أي فريق حزبي أو سياسي وراء إلقاء القنابل، لكن ذلك لا ينفي «ضرورة تدخل الأطراف السياسية الفاعلة في المنطقتين لحل هذه الأزمة».
يتولى الجيش مسؤولية حفظ الأمن في هذه المنطقة، وقد وُجهت «نصيحة إلى مؤسسة قوى الأمن الداخلي بعدم التدخل في الأمر، لأن مديرها العام اللواء أشرف ريفي هو من أبناء طرابلس»، هذا ما أكده مسؤول من المدينة. وكان هذا المسؤول قد التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي، وقال لـ«لأخبار» إن المؤسسة العسكرية تتعامل بحزم وجِدّ للحدّ من إلقاء القنابل والفوضى الأمنية في المنطقة، «لكن الجيش يحتاج إلى دعم سياسي يثبّت أجواء الاستقرار في المنطقة»، ولم يستبعد المسؤول فرضية قيام أشخاص برمي القنايل، رداً «على توقيف الجيش لعشرة أشخاص أصوليين يشتبه في تورطهم في قضية التخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية ضد الجيش واليونيفيل».
من جهة ثانية، كررت فاعليات باب التبانة وجبل محسن السؤال الآتي: «هل المطلوب أن تبقى هذه المناطق الفقيرة ساخنة ومتوترة تُستخدم عند الضرورة؟ ما يحصل عندنا غير مفهوم، إذ لم تسبقه مشاكل ولم يعقبه تدهور أمني». مرجعيات سياسية في المنطقتين أجمعت على أن «ما يحصل يبدو منظماً وليس عشوائياً، وخصوصاً أنه يأتي في مرحلة ارتفعت فيها حدّة التشنّج السياسي على خلفية تأليف الحكومة».
القنبلة التي أُلقيت أول من أمس، مثّلت إذاً «مناسبة» لإعادة طرح الأسئلة عن التوترات في مناطق من طرابلس، وبالتحديد باب التبانة وجبل محسن والقبة والمنكوبين، حيث يشهد ليل هذه الأحياء إطلاق الرصاص وإلقاء القنابل، أو يُعثَر على قنابل «في مناطق تُعَدّ خطوط تماس» وفق تعابير مرجعيات من طرابلس.
المصالحة التي حصلت في أيلول الماضي بين «التبانة وجبل محسن» أرخت نوعاً من الاستقرار النسبي بين سكان المنطقتين، لكنّ معطيات أمنية بدأت تطفو على السطح أخيراً، لذا يتساءل المعنيون عمّا إذا كان التوتير الأمني المتزايد، كمّاً ونوعاً، يحمل في طيّاته رسائل سياسية مضمرة، ويهدف إلى تفجير الوضع الأمني مجدداً، أم أن الأمور ستبقى تحت السيطرة. هذه المخاوف ظهرت بعد إطلاق 6 قذائف إنيرغا باتجاه أحياء جبل محسن منتصف ليل 23ـــــ24 تموز الماضي، ثم راحت تشهد ليالي طرابلس إلقاء قنابل يدوية أو إطلاق رصاص «في مناطق خطوط التماس»، فانفجرت مثلاً قنبلة أواخر الشهر الماضي في ساحة الأميركان بين جبل محسن والقبة.
(الأخبار)


الجيش لن يتساهل مع المسلحينوكان الصيف الماضي قد شهد إلقاء قنابل يدوية باستمرار قرب مواقع الجيش في شارع سوريا، ما دفع الجيش إلى اتخاذ تدابير صارمة وتفتيش السيارات والمارة. وفي عدد من الحالات لم تمتثل سيارات لحواجز تفتيش الجيش، ما أدى إلى سقوط جرحى وقتلى جراء إطلاق العسكريين النار على مشتبه فيهم.
عودة ظاهرة إلقاء القنابل ليلاً تنذر بعودة التوتر. إلا أن قيادة الجيش تؤكد عدم التساهل مع المخلّين بالأمن، وخصوصاً بعد رفع الغطاء السياسي عنهم.