«الثابت والمتحوّل» في مسيرة أدونيستعليقاً على خبر ورد في فقرة «ريموت» («الأخبار» 5 آب 2009):
من الظلم اعتبار بداية أدونيس الفكرية هي كتاب الثابت والمتحوّل عام 1974، وكأنّه ألبوم غنائي «ضَرَبَ» معه وأصبح يعرف الجميع أنّه مرتبط بأدونيس كاسم عائلة. بل أدونيس كان قد بدأ منذ العدد الأول من مجلّته مواقف ثائراً يُعلن مشروعه الفكري الذي لازمه حتى اليوم. أدونيس في افتتاحيته الأولى يحذّر من أنّه «لن تكون هناك موضوعات مقدّسة لا يجوز بحثها... إنّه النقد الدائم وإعادة النظر الدائمة». لقد وضع أدونيس بعض عصارة تجربته في كتاب الشعرية العربية ليعلن أنّ المبدع العربي تعرّض لحصار مزدوج بين الفكر الغربي والتراث الإسلامي. وهو، أي أدونيس، لم يرد أن يكون توفيقياً بين التراث والحداثة، بل يريد أن يذهب أبعد من ذلك بكثير، ينعى عصر النهضة العربية أو «العصر الليبرالي في تاريخ العرب». واعتبر أدونيس أنّ الزواج بين الحداثة المستوردة من أوروبا والتراث الذي يهيمن على النظام السياسي والاجتماعي والثقافي العربي والذي يطيعه كل رجل وامرأة، قد أدّى إلى «صورة مزيّفة عن الحداثة»، عالم عربي لا علاقة له بالواقع العربي. ومثقفو العرب الذين يخضعون لهذا الإغراء محكومون بالفشل.
الدكتور كمال ديب
(كندا)

■ ■ ■

غياب الرأي العام
نحن الشعب اللبناني لا نشكل أمة واحدة، بل مجرد رعايا طوائف نتبع زعماء طوائفنا «عالعميانة». فوليد جنبلاط مهما قال ومهما فعل، فالدروز يؤيدونه بلا محاسبة. فإن قال لهم أنا مع المقاومة، أيّدوه. وإن قال نحن ضد المقاومة، أيّدوه أيضاً وبدون أي تفكير. والشيعة إن قال لهم حزب الله جنبلاط خائن، أيّدوه. وإن قال لهم إن جنبلاط وطنيّ ولدينا تاريخ مشترك ويجب المصالحة معه أيّدوه أيضاً وبدون محاسبة طبعاً. والسنّة إن قال لهم سعد الحريري إنّ سوريا هي التي قتلت رفيق الحريري أيدوه، وإن قال لهم يجب المصالحة مع سوريا لأنها شقيقة وجارة أيدوه أيضاً وبدون محاسبة. تبقى بعض المحاسبة فقط عند المسيحيين الذين لديهم رأي عام نوعاً ما.
محمّد نور الدين
(باريس)