البقاع ــ أسامة القادريما إن بدأ مزارعو القمح حصاد موسمهم لهذا العام حتى بدأ تجار الأعلاف الأردنيين بالتوافد لشراء محاصيل «التبن» وتصديره إلى الأردن. ولفتت مصادر مطلعة إلى أن بعض التجار الأردنيين يصدرون ما اشتروه بدورهم من بلادهم، الموقعة على اتفاقية سلام مع إسرائيل، إلى فلسطين المحتلة، وذلك لمصلحة معامل الورق والكرتون الإسرائيلية! هذا ما رفع من سعر «قنطار التبن» من 30 ألفاً إلى 40 ألف ليرة. فيما يرجح مراقبون أن سعر التبن سيشهد ارتفاعاً بسبب عدم وجود دراسة توفّق بين حاجة السوق المحلي للإنتاج وحاجة مزارعي القمح للتصدير منعاً لكساد إنتاجهم. وكانت مزارع البقر والمواشي في البقاع قد وقعت في العامين الماضيين في خسائر فادحة بسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعار العلف مقابل تدني سعر تسليم الحليب إلى معامل الأجبان والألبان. ليباع القسم الأكبر من هذه المزارع إلى معامل الأجبان، ويبقى القسم الأصغر منها لمزارع صغيرة مرهونة بسندات خزينة تهدد استمرار عملها.
المزارع الياس بشارة يبرر بيعه التبن للتجار الأردنيين، لأنهم يعطونه الثمن نقداً «لا شيكات دون رصيد، كما يفعل أصحاب المزارع». ويقول الرجل: «خسارتنا كبيرة بهذا الموسم لأن ضمان الأرض كان غالياً لا يناسب السعر الذي حددته وزارة الاقتصاد لكيلو القمح (475 ليرة). نتمنى على رئيس الحكومة المقبلة سعد الحريري أن يرفع السعر إلى 700 ليرة لهذا العام». باعتبار أن المزارعين عندما يصلون إلى نتيجة تؤكد أن الحكومة اللبنانية مستمرة في استلام القمح بسعر محدد على أساسه، تدرس الكلفة الإجمالية لكيلو القمح حتى يكون المزارع على بينة من المردود أو الخسارة قبل وقوعها.
أما المزارع حسن الفرو فلا يختلف رأيه عما يقوله بقية المزارعين. «مش مهم لوين بيروح التبن المهم أنو بيع الأردنيين نقداً أهون من بيع أصحاب المزارع هنا بالدين وشيكات مؤجلة». وتابع المزارع مفنّداً خسارته الكبيرة لهذا الموسم جراء سوء الأدوية التي تستورد عبر تجار من دون العمل على حماية المزارع من وزارتي الزراعة والاقتصاد، وجراء ارتفاع ثمن ضمان الأرض والكلفة الإجمالية للدونم.
ولفت خالد الجراح صاحب مزرعة لتربية الأبقار إلى أن سعر التبن لهذا العام أهون بكثير من العامين الماضيين. مشيراً إلى أنه انخفض من مئة وعشرين ألفاً إلى 30 ألف ليرة. متخوفاً من ارتفاعه بسبب الطلب عليه من تجار أردنيين، وخصوصاً أنه «بعد ما إجا التجار الأردنيين وطلبوا التبن والأعلاف ارتفع القنطار من 30 إلى 40 ألفاً ويا خوفي ما يوصل للـ80 ألف ليرة، فنقع بخسارة لأنو سعر كيلو الحليب أقل من سعر كيلو العلف».