محمود سعيدتسلّل مراهق عند الساعة السابعة والنصف صباحاً إلى مبنى معهد للعلوم المهنية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
نجح المراهق البالغ من العمر 15 عاماً في الوصول إلى المطبخ المخصص للاختصاص الفندقي في الطبقة الأرضية للمعهد. لكن الأمور لم تسر وفق ما يريد، فقد أحدث ضجة لفتت انتباه حارس المعهد.
لحق الحارس بالمتسلّل الذي حاول الفرار وهو يحمل قارورة غاز سرقها من مطبخ المعهد، وقد وضعها على دراجة نارية كانت بحوزته، وقد تكون مسروقة أيضاً.
مرة أخرى، لم تسر الأمور كما يريد المراهق، الدراجة لم تقلع بسرعة، فتمكّن الحارس من الإمساك بالسارق على بعد نحو ثلاثين متراً من المعهد، وجرّه وإدخاله إلى المبنى، ودفعه بقوة على الدرج حتى الطبقة الثانية حيث كان هناك بعض الأساتذة.
اتصل أحد هؤلاء بالقوى الأمنية لإبلاغها بالحادث. في هذه الأثناء، تمكن السارق من الإفلات من الحارس، ودخل إلى مكتب الأستاذ، فتصرف بعنف وأغلق الهاتف وقطع الاتصال، ثم توجّه بسرعة كبيرة إلى أحد الصفوف ليقفز من نافذته، والفرار باتجاه أحد الزواريب المجاورة للمعهد، وقد تمكن أحد الأساتذة من أن يلمحه، وقال إن الصبي «بدا كأنه يجرّ رجله وراءه»، وبالطبع ترك المراهق الدراجة النارية أمام المعهد، وكان اللافت ما أكده أحد الأساتذة من أن القوى الأمنية لم ترسل عناصرها إلى مكان الحادث للتحقيق فيه.
عند الساعة الثالثة بعد الظهر، حضر أحد الأشخاص إلى المعهد يدّعي أنه زوج والدة السارق، إذ إن والده متوفى، لاسترجاع الدراجة النارية، وعُلم أن السارق قد كسر قدمه عندما قفز من الطبقة الثانية أثناء فراره. على أي حال لم يتمكن العاملون في المعهد من التأكد من صحة ادعاءات «زوج الأم»، وقرروا عدم ملاحقة الصبي مجدداً لأنه لم يتمكن من سرقة القارورة.
تجدر الإشارة أخيراً إلى أنه تبيّن لحارس المعهد أن قارورة الغاز التي حاول الشاب سرقتها كانت فارغة.