رضوان مرتضىاستقلت سهى (26 عاماً، اسم مستعار)، سيارة أجرة عمومية متوجّهة إلى منطقة الناعمة، حيث يقع منزل عمّتها. «أوقفت تاكسي من منطقة بشارة الخوري»، تقول سهى مشيرة إلى أنها عرضت أن تدفع للسائق مبلغ 5000 ليرة لكي ينقلها إلى الناعمة، وقد وافق السائق العمومي على العرض.
«كانت نظرات السائق مريبة» تقول سهى، وقد سألها السائق الثلاثيني عن عملها، اعتذرت عن الإجابة، مشيرة إلى أنّ ذلك أمرٌ لا يخصّه.
ناشدت وزير الداخلية
اتخاذ إجراءات تحمي الفتيات من المهووسين
بدأ يحدّثها عن نفسه، أخبرها أنه يسكن في منطقة دوحة عرمون، وأخبرها أن شقيقه يعمل مرافقاً لدى إحدى الشخصيات السياسية. بعد اجتياز السيارة النفق المؤدي إلى خلدة، غيّر السائق وجهته، فأشارت عليه سهى بأن الطريق إلى الناعمة ليست من هنا، عندها «تحجّج» لها بأنه يعرف طريقاً فرعية مختصرة، ستجنّبهم الانتظار في الازدحام. «كانت الساعة الثامنة مساءً، والطريق غير معبّدة، شبه مهجورة، والبساتين تنتشر على جانبيها»، بعد فترة توقفت السيارة، التفت السائق إليها قائلا: «اخلعي ملابسك، وإلا فسوف أطلق عليك النار».
«صرختُ مستغيثة» تقول سهى، لكن السائق المعتدي «طمأنها» إلى أنّه لا أحد سيتمكن من سماعها. «انتزع» منها هاتفها، أقفله ورماه من السيارة ثم «انقضّ» عليها في المقعد الخلفي ممزقاً قميصها، «حاولت إبعاده عنّي، لم أتمكن، كان قويّاً» تقول سهى، لافتة إلى أنها عندما لم تستطع المقاومة بدأت ترجوه أن لا يغتصبها. «طلبتُ إليه أن يقتلني إن فعل». السائق أخبر سهى أنه سيغتصب ما استطاع من الفتيات، انتقاماً لأخته التي تعرّضت للاغتصاب. فهمت سهى عُقدة السائق، تقول: «استحلفته بشقيقاته، عندها، ابتعد عني وبدأ بالبكاء»، ثم اعتذر منها لأنه لا يعي ما الذي جرى، لكنه هددها بأنه سيغتصبها ثم يقتلها إن أخبرت أحداً بما حصل معها. وأخبرها كذلك أنه يعرف مكان إقامتها. دفعها من السيارة إلى الطريق، ثمّ أدار المحرك وتوارى عن الأنظار. أما سهى فاختبأت بين الأشجار بعدما تناولت هاتفها. اتّصلت بصديق لها، وطلبت إليه ملاقاتها.
الصدمة كانت قوية، أنست سهى أمراً مهماً، فهي لم تتنبه إلى ضرورة أخذ رقم لوحة السيارة، لكنها أفادت بأنها من نوع هوندا، زرقاء اللون، تحمل لوحة عمومية.
سهى لم تبلّغ القوى الأمنية بما حصل لها، ولم تُعلم أهلها. «المجتمع ما بيرحم» تقول سهى التي تناشد وزير الداخلية زياد بارود، طالبة إليه النظر إلى ما حصل معها، فقد تقع فتيات كثيرات ضحايا لأمثال هذا السائق.