نشر الدكتور أسعد أبو خليل مقالاً في جريدتكم في صفحة «رأي»، العدد 890، تاريخ 8 آب 2009، مقالاً بعنوان: «الحرب الأهلية في بعض حسناتها وأفضالها»، تناول فيه كتابي: حرب لبنان: تفكّك الدولة وتصدّع المجتمع، الدار العربية للعلوم 2008، وطرح تساؤلاً عمّا «إذا كان التمويل الحريري للمشروع (كتابي) قد أثّر في النتاج: وإن لاحظنا أنه أفرد قسماً (من الكتاب) لتبجيل مؤسسة الحريري... من دون ذكر تمويل رفيق الحريري للميليشيات المختلفة...».عملاً بحق الرد، أرجو نشر التوضيح الآتي:
يبدو أن الدكتور أسعد أبو خليل قد انزعج من كلمة الشكر، في مطلع كتابي للسيدة نازك رفيق الحريري، التي شاءت أن تدعم طباعة مؤلفي، وهذا أمر ليس بغريب على مؤسسة رفيق الحريري.
إن تلميحكم، يا دكتور أبو خليل إلى أني عملت «لتبجيل» مؤسسة الحريري هو كلام مرفوض جملة وتفصيلاً، وبعيد عن الموضوعية والأكاديمية التي يُشتمّ منها مشاعر الكراهية والحقد. وأنت تعلم أني في كتابي انتقدت كل القوى السياسية والإقليمية التي أدارت الحرب في لبنان، وأعادت إنتاج نفسها بعد الحرب.
أما القول إن تمويل كتابي من مؤسسة الحريري قد «أثّر في النتاج»، فهذا تجنٍ عليّ وعلى عملي الأكاديمي، وعلى هذه المؤسسة الخيرية التي يعرفها اللبنانيون. وأنتم، يا دكتور أبو خليل، خير العارفين بأن المؤسسات التربوية والثقافية في العالم تموّل الباحثين والأساتذة الجامعيين لإصدار دراسات علمية موثّقة، وهذا المبدأ متعارف عليه في الحياة الأكاديمية.
أما الإيحاء بأني، بسبب تمويل كتابي من قبل مؤسسة الحريري، قد تعمّدت تجاهل مسألة «تمويل رفيق الحريري للميليشيات المختلفة»، فأقول إنك نفسك لا تملك أدلة على ذلك سوى أقاويل صحافية، لا أستطيع أنا كمؤرخ أن أثق بها.

د. عبد الرؤوف سنّو
أستاذ في الجامعة اللبنانية