اشتركت مجموعة من الشباب المبادر بالمال أو بالجهد، لافتتاح معهد تقني خاص في منطقة ذات خصوصية بين قضاءي الزهراني وصور
صور ــ آمال خليل
بعد العمل طوال سبعة أشهر للحصول على رخصة من وزارة التربية والتعليم العالي، وبعد إعداد دراسة الجدوى والبحث بالاختصاصات العلمية المناسبة لشباب المنطقة، فتح معهد الإبداع للعلوم التقنية أبوابه في تجمع العيتانية لللاجئين الفلسطينيين على بعد أمتار من جسر القاسمية، بعدما حُشد الكادر التعليمي المناسب، الذي سيتولى إدارة المعهد وتطويره. يثني الكثيرون من أهالي المنطقة على تلك الخطوة التي من شأنها تلبية الاحتياجات التعليمية لمنطقتهم، ويرون فيها محاولة جيدة وجدية لكسر مشهد البؤس والإهمال المزمن الذي تعانيه مناطق العيتانية وتجمعي القاسمية والواسطة المجاورتين. مناطق وتجمعات تجدر الإشارة إلى أنها
المبنى وقف والتمويل من شباب مغتربين
شهدت، بعد أحداث نهر البارد، متابعة مكثفة من الأجهزة الأمنية اللبنانية إثر تحرك جماعات أصولية داخلها تعمل على اجتذاب الشباب بعد استثارة الغرائز المذهبية لديهم واستغلال الفقر المدقع الذي يعانونه. فتلك المنطقة تتميّز بوجود نسبة كبيرة من الشباب فيها، يعانون مشاكل عديدة معظمها بسبب الفقر وقلة فرص التعليم والعمل: فهم إما متسربون من المدرسة أو عاطلون من العمل أو ينتظرون فرصة للهجرة. وفي مقابل ذلك، لا تتوافر في المنطقة معاهد خاصة أو رسمية تعليمية أو مؤسسات توفر فرص العمل، إذ إن أقرب معهد تعليمي رسمي يقع في بلدة الصرفند، أو في مدينة صور، التي تبعد كل منها كيلومترات عديدة عن العيتانية وتجمعي القاسمية والواسطة.
ويأتي معهد الإبداع ليفتح لشباب المنطقة أفقاً جديداً على العلم والعمل، فهو يتيح فرصة الالتحاق باختصاصات متنوعة من ناحية، ويقدم، من ناحية أخرى، تسهيلات مادية في رسوم التسجيل يحتاجها أبناء المنطقة. تسهيلات يعد بها مدير المعهد محمد بغدادي الذي أعلن عن «تقديم منح خاصة لأبناء شهداء المقاومة والجيش اللبناني». ولأن «لا منافس للمعهد في المنطقة المنسية»، عدّلت إدارة المعهد تصورها المبدئي عنه، عبر حصره بالاختصاصات العملية الخاصة كاللغات والتزيين النسائي والرجالي ومهارات الكومبيوتر والبيع والتسويق والتنفيذ والإخراج الصحافي. واختارت بعد دراسة حاجات المنطقة وتوجهات أبنائها واهتماماتهم وثقافتهم، بعد استشارة متخصصين وأكاديميين، إلى توسيع المروحة الأكاديمية وإضافة 18 اختصاصاً في مجالات عدة، منها التربية الحضانية والفنون الفندقية والتجميل والمحاسبة والتمريض والتصميم الغرافيكي والمعلوماتية والإدارة والتسويق والمحاسبة. وفي نهاية المراحل التعليمية الثلاث يحصل الطالب على شهادات الـ.BT ,BP,TS. وعن تمويل انطلاقة المعهد ودعمه، يؤكد بغدادي أن الإدارة تفضل الابتعاد عن مظلة الأحزاب أو المؤسسات الدينية لتصبح للجميع. لكنه يشير إلى أن البناء الذي يشغله المعهد تابع لوقف مطرانية الموارنة في صور، فيما تشارك عدد من الشباب المغتربين في تمويل جزء من التكاليف. «معهد من الشباب إلى الشباب» وصف يجده بغدادي صالح لتقييم التجربة «التي نهدف منها إثبات أننا نحن قادرون بمؤازة بعض الأكاديميين وذوي الخبرة».