لم تُصدر القيادة الدولية أمراً بدفن البقرة خلف الشريط
ودفنها خلف الشريط، ما يعني عدم وجود موافقة إسرائيلية على هذه الخطوة. ولقد أوضح المصدر عينه أن البقرة ستبقى ملقاة مكانها دون دفنها، لتكون عرضة للوحوش والطيور الكاسرة التي ستنقضّ عليها باعتبارها جيفة، وبالتالي يجري التخلص منها دون دفنها. لكن هذا المصير الذي ستلقاه جيفة البقرة، يزعج على ما يبدو إلى حد كبير جنود الكتيبة الهندية، نظراً إلى ما تمثّله الأبقار من رمزية قد تدل على شيء من القداسة وفق معتقداتهم، ولا فضل لبقرة على أخرى إن كانت لبنانية أو إسرائيلية أو هندية، فكله عند الهنود بقر مقدّس. وأشار المصدر عينه، إلى أنه منذ نحو عشرين يوماً، نفق أحد رؤوس الأبقار الإسرائيلية بالسيناريو نفسه للبقرة الأخيرة، حيث إن هذه الحادثة الحالية هي الثالثة من نوعها، فما كان من الجنود الهنود إلا أن قاموا بواجباتهم المتعارف عليها في بلادهم، فجاؤوا بكميات هائلة من الملح ووضعوا البقرة في شرشف مع الملح ثم أهالوا عليها التراب بعدما تلوا عليها قراءات تخص معتقداتهم وتقاليدهم، ويذكر أن هؤلاء الجنود كانوا من طائفة السيخ.من جهة أخرى، واصل فريق هندسي تابع للكتيبة الإسبانية نشاطه في إقامة قواعد إسمنتية بطريقة دائرية حول البركة تمهيداً لتثبيت أعمدة معدنية وسياج سوف يحيط بها دائرياً، وذلك لمنع ورود قطعان الأبقار الإسرائيلية مياه البركة. وقال أحد الجنود العاملين هناك إن العمل يستلزم شهراً تقريباً لينجز بالكامل. وقد تفقّد رئيس بلدية كفرشوبا عزت القادري محيط البركة واطّلع على سير العمل، معتبراً أنّ من شأن هذه الخطوة الحفاظ على المياه لمصلحة رعاة المواشي اللبنانيين. إذاً حادثة نفق البقر الإسرائيلي في محيط بركة كفرشوبا هي الثالثة خلال شهر والسؤال أنه في حال تكرار نفق المواشي في هذه المنطقة، فهل يتحول محيط البركة إلى مقبرة للأبقار «المعادية»؟