رنا جونيكثيراً ما جذبت الحفلات والمهرجانات الصيفية في بلدة صربا الجنوبية الشباب من مختلف القرى المجاورة. فساحة القرية التي لطالما استقبلت زائرين من كل حدب وصوب، فرغت اليوم حتى من شبابها، الذين قرروا الإقامة في المدن صيفاً كما شتاءً إما للالتحاق بالجامعة أو رغبة في العمل. تزور ديزيريه أبو صالح قريتها في نهاية كل أسبوع، فلا تجد أمامها ما تفعله سوى قضاء الوقت برفقة الأصدقاء الذين يجتمعون في ساحة البلدة يتسامرون. حالياً، تعمل ديزيريه مع الكشاف الماروني الذي يقوم، بالتعاون مع البلدية، بالإعداد لعدد من النشاطات والاحتفالات لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء في شهر آب، وهو مناسبة يعود خلالها معظم أهالي صربا إلى قريتهم.
لا يشعر شباب صربا المقيمون في المدن بحجم المعاناة التي يعانيها أترابهم في صربا. فجان أبو صالح يشكو من الضجر والملل اللذين يرافقانه طوال أيام السنة لأن «75% من أبناء القرية نازحون». إذ اليوم، لم تعد تجد في البلدة حتى شبابها، إما لأنهم لا يملكون منازل في القرية، أو لأن معظمهم تركها بعد حرب تموز بحثاً عن الاستقرار، أو بحثاً عن عمل بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة. أما إيميه الحلو، فتتذمّر من صعوبة المواصلات التي تمثّل عائقاً يمنع المقيمين من الخروج من القرية التي تشكو من عدم وجود ناد أو مكتبة فيها، إلّا أنها لا تستغرب ذلك «إذ لا ليس في قريتنا ملحمة أو حتى فرن إلّا بعض الدكاكين الصغيرة، والسبب في ذلك هو عدم وجود أحد في البلدة».