صدحت الموسيقى في قرية دميت البيئية على مدى ثلاثة أيام متواصلة، أداها شباب مزجوا المرح بالتوعية البيئية منذرين بأخطار تغير المناخ
الشوف ــ أميمة زهر الدين
طربت الطبيعة في قرية دميت البيئية، طوال أيام السابع والثامن والتاسع من شهر آب الحالي، لإيقاع موسيقي متنوع النغمات لم يتوقف واستمر طوال الأيام الثلاثة.
أكثر من 400 شخص توافدوا إلى الـ«ecovillage» في دميت. بعضهم شارك بموسيقاه، أو ساهم في تنظيم حدث الـ«forestronica»، وبعضهم ارتاح بين أحضان الطبيعة من صخب المدينة، لكن الأكيد هو أن جميعهم، من دون استثناء، أدركوا الرسالة، وفهموا مخاطر تغير المناخ والاحتباس الحراري على طبيعة الكوكب، بعدما ناقشوا أسبابه وواقعه.
صدحت في الاحتفال التوعوي نغمات أكثر من 16 نوعاً من الموسيقى عزفتها على آلات إلكترونية فرق أتت من كل أنحاء العالم للمشاركة في هذا الحدث، بالإضافة إلى حضور أكثر من 30 DJS لبنانيين وعالميين ضمنوا استمرار الموسيقى ريثما تتحضر كل فرقة لأداء وصلتها. إلا أن الترفيه والمرح لم يخلوَا من التوعية، فالحدث قد نظّم بهدف التوعية البيئية في المقام الأول.
فتغير المناخ يهددنا يومياً ويصبح أخطر يوماً بعد يوم. لهذا السبب، وإضافة إلى إدراك أن حرائق الغابات التي عاناها لبنان كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية ولا يزال، هي نتيجة حتمية لتغير المناخ، قرر مهرجان فورسترونيكا مع رابطة الناشطين المستقلين ــــ إندي أكت أن يقدّما للناس في هذا العام خليطاً من الموسيقى والتوعية البيئية، وذلك من خلال تنظيم مهرجان «صديق للبيئة» موسيقيّ إلكترونيّ يمتد على مدى ثلاثة أيّام.
مهرجان موسيقيّ إلكترونيّ «صديق للبيئة»
وبحسب منظّمة المهرجان، الآنسة نيكول سلوان، «شعرت لجنة مهرجان الموسيقى الإلكترونية فورسترونيكا، وهو المهرجان الأكبر في الشرق الأوسط، بالحاجة إلى توعية الناس تدريجياً على أنّ غاباتنا الفريدة تدمّر، وقررت تسليط الضوء على القضية من خلال جعل المهرجان في الهواء الطلق خلال ثلاثة أيام حتى يشعر الجمهور بقيمة ما سيخسره إذا لم يتحرك. وفي سياق هذه الرؤية والرسالة، انضمت إندي أكت إلى فورسترونيكا وأصبحت شريكةً في المهرجان لهذا العام».
لجنة الألعاب الفرنكوفونية كانت حاضرة أيضاً في المهرجان بصفة الداعم الثقافي له، بينما حصل تعاون مع جمعية psyleb لتنظيمه. وفي الموقع، كان ناشطو إندي ــــ أكت موجودين طوال الوقت من أجل التفاعل مع الجمهور والشرح عن الحملة بشأن تغير المناخ. كما ألقيت محاضرات ومحادثات تسلّط الضوء على المخاطر والآثار المترتبة على تغير المناخ، وعلى الخطوات الممكن اتخاذها للحؤول دون ذلك.
وفي لقاء مع كريم الخطيب، صاحب مشروع ecovillage، قال «لقد بات هذا الحدث يقام سنوياً هنا، وقد فوجئنا بالعدد الهائل من الزوار المشاركين وكلهم من دعاة الحفاظ على البيئة وحمايتها. فقد توافد أكثر من 400 شخص من كل أنحاء العالم: فرنسا، سويسرا، كندا، اليونان، أميركا، الهند، إسبانيا، قبرص وبلدان أخرى، بالإضافة إلى عدد كبير من الشباب اللبناني». وأضاف «من المهم جداً أن يعرف العالم عن هذه القرية البيئية، وخاصة بعد انخراطنا بـglobal ecovillage network وحيازتنا شهادة الزراعة العضوية organic agriculture certified by IMC فما يقام هنا هو مشروع بيئي هدفه تعريف الزائر على البيئة وكيفية المحافظة عليها».
أما طارق طيارة، وهو عضو في جمعيتي «إندي آكت» و«السلام الأخضر»، فيقول: «يقام هذا الاحتفال سنوياً بتنظيم من psyleb وهم مجموعة فرق موسيقية من كل أنحاء العالم هدفهم نشر الحب والدعوة إلى السلام والمحافظة على البيئة». ويشرح أن «معظم الزوار والمشاركين كانوا من الأجانب الذين أتوا خصيصاً للمشاركة في هذا الحدث». أما عن قرية دميت البيئية، فيلفت إلى دورها «الفعال والنبيل في رعاية هذا الحدث».