وجدها البيكتعليقاً على مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة، والتعليقات عليها:
منذ مدة، طالب النائب وليد جنبلاط بتجمّع إسلامي يزيل التوتّر بين الأحياء والقرى، فقوبل بهجوم من عدة أطراف سياسية، وخصوصاً من الأحزاب المسيحية. فاتُّهم بالعنصرية وتهميش المسيحيين وغيرها من التهم. ولكن، أعتقد أن أي مراقب منصف سيجزم بأن جنبلاط أصاب لبّ المشكلة في البلد، وهي المشكلة التي تهدد وحدته وكيانه.
فالساكن في بيروت والبقاع والجبل أصبح لا يصدّق ما آلت إليه الأوضاع. فسكان هذا الحي أصبحوا مقتنعين بأن جيرانهم في الحيّ المقابل لا همّ لهم في هذه الدنيا إلا كيف يعيدون الاستخبارات السورية لتتحكم في البلد. وسكان هذا الزاروب أصبحوا متأكدين من أن سكان الزاروب المقابل لن يهدأ لهم بال قبل إنجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد وتصديره إلى جميع أنحاء العالم. وإن سألت أحد الشباب الموتورين من الطرفين من أين أتيت بهذا الكلام؟ يقول لك ببساطة إنه سمعه من زعيمه أو من نائبه. وهل تصدق هذا الكلام؟ فيجيب بلا تردد طبعاً، فزعيمنا لا يخطئ.
وبين الأزقّة تسمع أخباراً غريبة عجيبة عن بائع الخضر الذي لم يعد جيرانه يشترون منه لأنه ضُبط متلبّساً وهو عائد من إحدى تظاهرات 8 آذار. وتسمع أيضاً عن بائع حلويات شعر فجأة بنقص عدد الزبائن لأن جيرانه اكتشفوا فجأة أنه من أنصار 14 آذار. وتسمع عن جيران لم يعودوا يكلّمون بعضهم بعضاً بعد عشرات السنين من تقاسمهم الفرح والقرح. وتسمع عن قرى قطعت العلاقات بين سكانها، وحتى شبابها لم يعودوا يقيمون مباريات في كرة القدم بينهم كما كان يحدث في الماضي. وتسمع عن عائلات قسمتها السياسة نصفين. وتسمع... وتسمع... وتسمع...
فماذا على السياسيين أن يفعلوا وهم السبب الرئيسي في كل ما ذكرنا بفعل خطاباتهم العنيفة والمتشنجة التي لم تبقِ صاحباً لصاحبه.
ربما وجدها وليد بيك.

مصطفى تقي الدين
(تاجر ــ عاليه)