رضوان مرتضىتفاقمت الخلافات المالية بين عزيز ن. ورئيس مجلس إدارة أحد البنوك عبد الرزاق ع.، فالأخير يدين بمبالغ مالية لعزيز ن. الدائن قرر استرجاع ماله على طريقته الخاصة، فخطط لخطف عبد الرزاق، ليضغط عليه وعلى أشقائه، الذين سيسارعون إلى دفع المال لإنقاذ شقيقهم المخطوف.
لتسهيل مهمته، لجأ عزيز إلى صديقته مي ص.، طالباً منها مساعدته في استمالة عبد الرزاق، وذلك عبر الاتصال به هاتفياً واستدراجه إلى موعد غرامي.
المخطوف تمكّن من فتح الباب والقفز من السيارة بعدما ضرب مهدّده
سلّم عزيز هاتفاً خلوياً لمي، طالباً منها عدم استعماله إلا في العملية، على أن ترمي الكارت بعد الانتهاء منها. باشرت مي المهمة، فأرسلت رسالة مكتوبة إلى عبد الرزاق تخبره فيها أن اسمها رولا وأنها ترغب في التعرّف إليه. اتصل عبد الرزاق بها لاحقاً، ثم تتابعت الاتصالات الهاتفية بينهما لمدة أربعة أيام، لكنهما لم يلتقيا. كانت مي خلال هذه الفترة تضع عزيز في تفاصيل تحركاتها وتخبره عن مراحل تنفيذ المهمة. في إحدى المرات، استبدلت مي الكارت الموجود في الهاتف المخصص للعملية، ووضعته في جهازها الخاص، وعندما علم عزيز بالأمر، أنّبها. خافت مي كثيرا إثر هذا الخلاف، وقررت عدم متابعة مهمتها، فاتصلت بعبد الرزاق وأخبرته أنّ صديقها عاد من الخارج ولا يمكنها بعد الآن أن تتصل به، فتفهّم الموضوع وانتهت العلاقة بينهما.
استبدل عزيز مي بامرأة أخرى، أرسلت رسالة صوتية إلى عبد الرزاق تتضمن كلاماً عن علاقة جنسية. اتّصل بها الأخير، فأخبرته أن اسمها ساندرا. تتابعت الاتصالات بينهما، إلى أن اتفقا على اللقاء.
حُدِّد الموعد الساعة التاسعة ليلاً قرب مقهى الكاستيل في الكسليك. حضر عبد الرزاق، لكنّ ساندرا اتّصلت مجدداً وأجّلت الموعد قليلاً، ثم اتصلت وطلبت منه التوجه إلى طريق منحدرة قرب بناء البنتاغون حيث توجد فيلا عائدة لصديقتها. توجه عبد الرزاق إلى المكان واتصل بها، وبينما كان يتكلم عبر الهاتف مع المدعوة ساندرا، حضر شخص متنكّراً في زي قوى الأمن الداخلي. سأله عمّا يفعله في المكان، وطلب منه إقفال الجهاز الخلوي والنزول من السيارة، ففعل. حضر بعد قليل شخص مدني يحمل بيده شريطاً لاصقاً، وطلب من عبد الرزاق فتح الباب الخلفي والصعود إلى السيارة، مهدّداً إياه بمسدس.
صعد عبد الرزاق (في الخلف) وإلى جانبه الشخص المدني، فيما جلس الشخص العسكري وراء المقود. لكنّ عراكاً نشب أثناء محاولة وضع الأصفاد في يدي عبد الرزاق، فتدخل العسكري مستعملاً عبوة كانت معه ورشّ منها على وجه عبد الرزاق، لكنّ الأخير تمكّن من فتح الباب الخلفي وقفز من السيارة بعدما ضرب مهدّده. ركض عبد الرزاق باتجاه مقهى واتصل بالقوى الأمنية، وبعد ساعتين عُثر على سيارته قرب المكان الذي حصل فيه الحادث. تأيّدت الوقائع بالادّعاء العام وأقوال الشهود والمدّعي عبد الرزاق، تضاف إليهم اعترافات مي ص. ودليل تواري المتهم عن الأنظار.
قضت محكمة الجنايات في جبل لبنان، غيابياً، بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة بحق عزيز ن. مدة عشر سنوات بعد إدغام العقوبات، وحكمت بكفّ التعقبات الجارية بحق ماي ص. لعدم توافر العناصر الجرمية، بحيث اقتصر دورها على الأعمال التمهيدية دون أن تبدأ بمرحلة التنفيذ.