داني الأمينفي منطقة «صفّ الهوا» عند مدخل عيناثا، اجتمع نساء وأطفال ورجال يرتدون السواد حزناً واستنكاراً لفقدان اثنين من أبنائهم، هما الدكتور علي وابنه حسن إبراهيم في حادث سير مروّع وقع الأسبوع الماضي، بعدما اصطدمت شاحنة، على طريق القاسمية في صور، محمّلة بـ 60 طنّاً من الحديد، بسيارة الأستاذ الجامعي علي إبراهيم (40 سنة)، ثم صعدت فوقها قبل أن تنقلب.
الحادث أدى إلى وفاة الطفل حسن (10 أعوام) مع والده الذي «لم يستطع أن يحضن طفله قبل الوداع الأخير» كما أعلنت الأمّ والزوجة المفجوعة مريم علي إبراهيم.

أبناء البلدة وإمامها السيّد علي

مطالبة بتحميل المسؤولية للشركة المخالفة للقوانين
فضل الله حملوا الرايات السوداء واللّافتات التي تندّد بالجريمة و«بتقاعص المسؤولين عن القيام بواجبهم تجاه أسرة الفقيدين»، قالت مريم إبراهيم مخاطبة «القضاء ورجال الأمن وأصحاب المعالي، بضرورة تحميل المسؤولية للشركة المخالفة للقوانين التي دفعها جشعها إلى أن تحمّل الشاحنة 60 طنّاً من الحديد، رغم أنّ الحمولة المحدّدة لها لا تتجاوز 20 طنّاً». مريم إبراهيم التي بقي لها ولدان، أمين (4 أعوام) وحسين (عامان)، لم يتصّل بها أحد من المسؤولين، ولا من أصحاب «الشركة اللبنانية للمعادن» التي تملك الشاحنة والمسؤولة عن نقل الحديد، « زوجي كان أستاذاً جامعياً يحمل الدكتوراه في الاقتصاد والدكتوراه في إدارة الأعمال، وعلّم في ستّ جامعات لبنانية، ويحمل الجنسيّة الفرنسية، قرّر العمل في لبنان ليوفّر العيش لخمس أسر من عائلته، وهو اليوم يموت ظلماً، ونتيجة تقصير المعنيّين بعدم العمل على تطبيق قانون السير».
إمام البلدة فضل الله قرأ بياناً قال فيه إن «الاعتصام هو تعبير عن السخط والاستنكار للإهمال والتمادي في عدم تحمّل المسؤولية من جانب أجهزة الدولة، فعندما وقع الحادث الأليم شعرنا بأن المسؤول سيهتم، لكن بعد مرور أسبوع لم نرَ أي اهتمام من أحد، ولا حتى من الأجهزة الأمنية، رغم أن الحادث وقع بسبب مخالفة القانون. فهل عقليّة الفساد أصبحت تحكم الأجهزة الأمنية أيضاً». وأضاف فضل الله «لم يتصّل أحد بأهل الفقيدين، كأننا بتنا نريد أن نستجدي الاهتمام من المسؤولين لمواساة المفجوعين من تقصيرهم، فكل الذين لا يحمون المواطنين هم شركاء في هذا الدم». وهدّد فضل الله بإقامة اعتصامات أخرى إذا لم تعالج هذه القضايا.
خلال الاعتصام اتصّل الوزير غازي العريضي بفضل الله معلناً تضامنه مع أهالي عيناثا، وواعداً بالعمل على متابعة قضيتهم مع المسؤولين.
فؤاد إبراهيم، شقيق الراحل علي إبراهيم، قال إن «ما حدث من إهمال ومخالفة للقوانين في تحميل الشاحنة أكثر من حمولتها، شبيه بحادثة طائرة كوتونو التي راح ضحيّتها 6 شهداء من أبناء بلدة عيناثا المغتربين». وأكد أن أفراد أسرة الفقيدين «سيتابعون القضيّة على أعلى المستويات، وسيحمّلون المسؤولية لكلّ المقصّرين والمخالفين، وخاصّة أننا لم نشهد جديّة في التحقيق، كما لم نشهد إنسانية في التعامل من جانب أصحاب الشركة المالكة للشاحنة، أو من أصحاب شركة التأمين، حتى إنّ أحداً من أقرباء سائق الشاحنة لم يتّصل بنا للتعزية». يذكر أنّ سائق الشاحنة عصام ط. أصيب بجروح بالغة.