مخيم البداوي ـ عبد الكافي الصمدأثارت الاتهامات التي وجهها بعض فعاليات منطقة جبل محسن في طرابلس، في اليومين الماضيين، إلى مخيم البداوي، بأنه يأوي أشخاصاً متهمين بالقيام بأعمال مخلّة بأمنه واستقراره استغراب وحفيظة فصائل فلسطينية في المخيم، وسط تساؤلات مشوبة بالقلق عن الوجهة التي ستسلكها التطورات الأمنية المتلاحقة في المنطقة ومحيطها منذ حوالى شهر، وما إذا كان سيوضع حدّ لها، أو أن ما سيحصل هو مقدمة لإشعال فتيل التفجير في عاصمة الشمال مجدداً، وتهيئة الأجواء المناسبة لذلك. وكان مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد قد أرسل إشارات مضمرة، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب انفجار عبوة ناسفة، أول من أمس، في جبل محسن، أدت إلى سقوط 3 جرحى، لفت فيه إلى أن «بعض من يضعون هذه القنابل معروفون بالأسماء، وكذلك من يزوّدهم بها وإلى أين يذهبون، ولكن لا أحد يقدر على توقيفهم»، متهماً أجهزة أمنية لم يسمّها «بالتورط في هذه الأعمال، لأن هناك من يسعى لتوريط المنطقة وجرّها إلى فتنة مع محيطها». لكن ما لم يقله عيد علناً كشف عنه عضو المكتب السياسي في الحزب عبد اللطيف صالح، الذي أعلن لـ«الأخبار»، نقلاً عن مصادر أمنية، «فرار شخصين كانا يركبان دراجة نارية نحو مخيم البداوي، مطلع الأسبوع الجاري، بعد وضعهما قنابل معدّة للتفجير في محيط تعاونية ريفا»، التي تقع على تقاطع مناطق جبل محسن والقبة ومخيم البداوي. ودفعت هذه الاتهامات الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية في المخيم إلى الرد في بيان ،نفوا فيه «ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن وجود مطلوبين للسلطات اللبنانية داخل المخيم»، مؤكدين أنه «لا علاقة للمخيم بالأحداث الأخيرة التي جرت وتجري في طرابلس ومناطق مجاورة للمخيم». وأكدت الفصائل واللجان في بيانها أنها «تتعاون مع قيادة الجيش في منطقة الشمال في هذا الموضوع إلى أبعد الحدود، وأن هذا التعاون محل ارتياح وتقدير من كلا الجانبين، لما فيه خير واستقرار المخيم وجواره». ورفض مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة، في الشمال، أبو عدنان عودة «تصوير المخيم بأنه مكان لإيواء المطلوبين والمخلّين بالأمن»، مؤكداً أن هذا «أمر لن نسمح به، وأنه لا مشكلة لدينا أبداً في تسليم أي مطلوب موجود داخل المخيم للجيش اللبناني، مذكّراً بتسليم «الشيخ حمزة قاسم إلى الجيش، وهو فلسطيني، ويعدّ من أبرز الشخصيات التي أيّدت تنظيم فتح الإسلام».