شهدت بلدة جلالا (قضاء زحله) ليل أول من أمس، توتراً أمنياً وإطلاق نار بكثافة، وذلك على أثر مقتل محمد كرم زعيتر (24عاماً)، وإصابة شخصين بعدة طلقات نارية، وقد نُقلا إلى مكان مجهول للمعالجة، عرف منهما إسماعيل ز.، فيما لم تحدّد هوية الجريح الآخر، ولكن تردّد أنهما مطلوبان للعدالة، وفور شيوع الخبر، انتشرت وحدات من الجيش اللبناني ودوريات لقوى أمنية في محيط البلدة وشوارعها، وعمل رجال الأمن والجيش على ضبط الوضع ومطاردة المسلحين الذي لاذوا بالفرار إلى أماكن مجهولة.ما هي تفاصيل الحادث؟ أمس جرى تداول روايتين، تتحدث الأولى عن حصول إطلاق نار عشوائي بين عدة أشخاص جميعهم من آل زعيتر، وذلك لأسباب عائلية بقيت مجهولة، وخلال عملية إطلاق النار أُصيب الشاب محمد زعيتر برصاصة قاتلة أودت بحياته، فيما أصيب آخران بعدة رصاصات نتيجة تبادل لإطلاق النار.
أما في الرواية الثانية، فقد نقل البعض عن شهود عيان قولهم إن شجاراً وقع بين والد القتيل وأحد أقربائه، (بقي اسمه طي الكتمان) الذي كان قد طلّق ابنة الأول قبل فترة، وإن حضوره إلى أمام منزل ذويها كان بهدف الطلب من والدها السماح له بالزواج بها مجدداً، لكن والد الفتاة رفض الاستجابة للطلب. وقيل إن قريب العائلة خرج غاضباً، وإنه أطلق النار من سلاح حربي باتجاه شرفة المنزل فخرج إليها محمد لاستطلاع ما يجري، عندها أُصيب برصاصة أدّت إلى وفاته، ولم يورد الشهود أي كلام عن ظروف إصابة الجريحين.
تقام اليوم مراسم تشييع الشاب محمد زعيتر. ويتخوف البعض من أجواء أمنية متوترة، ولكن وجود عناصر الجيش اللبناني والقوى الأمنية يحول دون تفاقهما، كما جرى الحديث عن تدخّلات سياسيين و«فعّاليات عشائرية» للحؤول دون تدهور الأمور. وكان أهل القتيل قد رفضوا دفنه لحين الأخذ بالثأر من قاتل ولدهم، بحسب ما تردّد في أوساط البلدة. وكانت عائلة زعيتر قد قررت يوم أمس (الأحد)، عقد مؤتمر صحافي وإصدار بيان توضيحي تشرح فيه الظروف التي أدت إلى حصول الحادث، إلا أنه جرى التراجع عن هذه الخطوة لأسباب بقيت مجهولة. وقال مصدر أمني لـ«الأخبار» إن التحقيقات الأوّلية لم تتوصّل بعد إلى تحديد المسؤوليات، وكيفية حصول الحادث، موضحاً أن الجهود تنصبّ حالياً، على معالجة تداعيات الحادثة بالتعاون مع فعّاليات آل زعيتر وبعض الجهات السياسية، لتدارك حصول ردود فعل قد تؤدي إلى توترات أمنية في وقت لاحق.
(الأخبار)