رضوان مرتضىدخل الزبونان قبل وقت قصير من إقفال أبواب المطعم. طلبا الطعام ثم انتقلا إلى الطابق العلوي لتناوله حيث الأنوار مطفأة. استغرب النادل تصرفهما، فتقدّم منهما وتبادل معهما أطراف الحديث ثم انصرف. انتهيا من تناول العشاء، لكنّ واحداً منهما فقط غادر المنزل... أما الثاني، فاختفى عن الأنظار، ليختبئ فوق سطح الحمام بانتظار ساعة الإقفال.
أسعد وحبيب (اسمان مستعاران) صديقان اتفقا على سرقة أحد المطاعم في منطقة جل الديب.
اختبأ أسعد فوق سطح الحمام بانتظار ساعة الإقفال وخروج الموظفين
أسعد يعمل أجيراً في فرع آخر من المطعم المستهدف، سرق خمس بطاقات صادرة عن المطعم تُخوّل حاملها الحصول على وجبة مجانية. ثم خطط مع صديقه حبيب (مزيّن نسائي) لسرقة أحد فروع المطعم. انتقل الصديقان من خلدة إلى جل الديب، حوالى الساعة العاشرة والنصف ليلاً، على متن سيارة أجرة. كان أسعد يحمل على ظهره حقيبة بداخلها سترة ومطرقة وإزميل وأدوات أخرى لتسهيل السرقة، دخل المتهمان المطعم، طلبا الطعام ودفعا بموجب البطاقات المسروقة. غادر حبيب وحده مودّعاً النادل، تنبّه الأخير إلى غياب الزبون الثاني، سأل زميلته إن كانت قد شاهدته وهو يغادر المطعم فأجابت بالنفي. استغرب الأمر فأخبر مديره بالموضوع، جرى تفتيش المطعم بحثاً عن الزبون الثاني، ولكن دون جدوى، عندئذ غادر العاملون المطعم، وأقفلوا الأبواب. لدى خروجهم، لمحهم حبيب، الذي كان يراقب المكان، فأعلم صديقه بذلك عبر اتصال بالهاتف الخلوي.
نزل أسعد عن سطح الحمامات، خلع باب غرفة المدير ليتمكّن من الوصول إلى الخزنة الحديدية، اقتلع قفل الخزنة، وسرق منها مبلغاً قدره ثلاثة ملايين وستمئة وثلاثون ألف ليرة لبنانية، إضافةً إلى مبلغ ألف وخمسين دولاراً أميركياً وخمس بطاقات طعام مجّانية أخرى. ثم توجّه إلى نافذة خدمة الزبائن منتظراً اتصال حبيب، الذي ما إن شاهد حراس الأمن يبتعدون قليلاً عن الشبّاك المذكور، حتى سارع إلى إخبار أسعد، فكسر الأخير الشبّاك وغادر المكان.
التقى الصديقان في اليوم التالي لتقسيم الغنيمة. فحصل حبيب على مبلغ مليون ومئة ألف ليرة عن دوره في العملية، فيما احتفظ أسعد بالباقي.
بدأت فصيلة انطلياس التحقيقات لمعرفة الفاعل، فتمكّنت من القبض على أسعد، الذي ضُبطت بحوزته بطاقات الطعام المسروقة، إضافةً إلى مبلغ قدره ثمانمئة ألف ليرة لبنانية، اعترف بأنها ما بقي من المبلغ المسروق. كذلك أُوقف حبيب الذي أنكر بدايةً مشاركته في السرقة، لكنه عاد واعترف بأن دوره اقتصر على مراقبة حركة الموظفين وحرّاس الأمن.
برّر أسعد ارتكابه جرم السرقة بكونه مريضاً بالصرع، ولا يذكر ما أقدم عليه، لكن تقرير الطبيب الشرعي لفت إلى أن المتهم «خارج حالات نوبة الصرع» يكون في وضع طبيعي، ويتمتع بقوة الإدراك والوعي.
قضت محكمة الجنايات في جبل لبنان، برئاسة القاضي هنري الخوري والمستشارين سمر السوّاح وربيع الحسامي، بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحق كل من أسعد وحبيب، وخفض مدة العقوبة بالنظر إلى عدم أسبقياتهما، سنداً إلى المادة 253 من قانون العقوبات، إلى خمس سنوات على أن تحتسب لهما مدة التوقيف.