زحلة ــ نقولا أبو رجيليما زالت سُحب الدخان الأسود تغطي سماء بلدات الفاعور وتربل وكفرزبد (قضاء زحلة) منذ ليل 16 الجاري. وقد أجمع عدد من السكان ممن التقتهم «الأخبار»، على أن بعض الأشخاص الذين يعملون في جمع الخردة، أضرموا قبل 3 أيام النيران بمحتويات مكب النفايات التابع لبلدة بر الياس، الذي يبعد عن بلدتهم نحو 500 متر.
أصحاب الصهاريج الخاصة رفضوا إطفاء الحريق برغم إغرائهم
«مشكلة المكبّ ليست بنت ساعتها ومعظم الأمراض التي نصاب بها سببها الدخان الذي يتصاعد كل فترة منذ 10 سنوات»، هذا ما قاله بغضب هود الطعيمي أحد سكان بلدة الفاعور، الذي شكا من أن الأضرار لا تقتصر على البيئة فحسب، بل تطال صحة الأهالي الذين أصيب عدد منهم بأمراض رئوية وخاصة الأطفال وكبار السنّ، مستغرباً عدم اكتراث المعنيين في الدولة بما يعاني منه سكان البلدات المحيطة بموقع المكبّ، على الرغم من رفع عدة شكاوى موقعة منهم، ضاعت بين المسؤولين، وختم «ما كان ناقصنا إلا تجار الخردة».
ما يردّده الأهالي، يؤكده صاحب بورة لتجميع الخردة، طلب عدم ذكر اسمه، موضحاً أن الهدف من وراء إضرام النيران في هذا المطمر وغيره، هو إحراق الإطارات المستعملة التي يرميها أصحاب محلات بيع وتصليح الدواليب، لاستخراج الأسلاك المعدنية التي تحتويها، تمهيداً لبيعها بالجملة لتجار الخردة، بأسعار تتراوح بين 300 و400 ليرة لبنانية للكيلوغرام الواحد، بالإضافة الى جمع بقايا الحديد والتنك التي تظهر بين أكوام النفايات بعد إخماد النيران.
وفي اتصال هاتفي أجرته «الأخبار» مع رئيس بلدية بر الياس، موّاس عراجي، أكد متابعته للحريق، إلا إن عدم تجاوب مركز الدفاع المدني في بر الياس وإرسال سيارة إطفاء لإخماد الحريق حال دون ذلك، موضحاً أن رئيس المركز المذكور كان قد أبلغه أن تكليفه يتطلب موافقة رؤسائه إما شفهياً أو خطياً، وأن كل ما لديه من تجهيزات هو سيارتان إحداهما قيد التصليح، فيما مفترض أن تبقى الأخرى رهن الطوارئ! أضاف عراجي إن أصحاب الصهاريج الخاصة رفضوا إطفاء الحريق برغم إغرائهم ورفع أجرة كل صهريج مياه مهما كانت سعته الى 50 ألف ليرة لبنانية. وعن التدابير التي سيتخذها لمنع تجار الخردة من إضرام النيران في المكبّ لاحقاً، لفت الى أن ذلك سيتم بالتعاون مع السلطات الأمنية والحواجز العسكرية المنتشرة على الطرق الفرعية المؤدية الى موقع المطمر، ووجّه عراجي نداءً عبر «الأخبار» ناشد فيه المسؤولين في مديرية الدفاع المدني، إبلاغ مسؤول فرعها في بر الياس التعاون الدائم مع بلديتها من أجل المصلحة العامة، مبرراً عدم إلغاء المكب ونقل نفايات بلدته الى المطمر الصحي في زحلة، بضعف إمكانيات البلدية المادية.