بدأت أمس امتحانات الدورة الثانية لشهادة البريفيه وامتُحنت التلميذة ميراي غانم في مستشفى حمود في صيدا حيث تخضع لغسيل في الكلى
صيدا ــ خالد الغربي
لم تقف معاناة التلميذة ميراي غانم مع أمراض الكلى التي أصابتها منذ عام ونصف عام عائقاً أمام تقدمها إلى امتحانات الدورة الثانية في الشهادة الرسمية المتوسطة (البريفيه). فامتُحنت ابنة السبعة عشر ربيعاً أمس من على سرير مرضها في مستشفى حمود في صيدا، حيث تخضع لغسيل في الكلى، في التاريخ والتربية والفيزياء بعدما انتدبت وزارة التربية مراقبَين اثنين لمراقبتها.
أنهت امتحاناتها وبقيت في المستشفى
لغسل كليتها
جرت الامتحانات في الغرفة الرقم 643 من الطابق السادس في المستشفى المذكور، حيث شرعت ميراي، ابنة بلدة علمان في إقليم الخروب، بالإجابة عن أسئلة المسابقات التي أحضرها المراقبان في مغلف مختوم بالشمع الأحمر، وبعدما أزال الأطباء المعاينون أنبوب المصل من يد ميراي تسهيلاً لحركتها. لم تجلس الفتاة على مقعد بل بقيت في سريرها وقد حوّلت طاولة الطعام إلى مقعد دراسي. كانت المراقبة مشدّدة، إذ أُوصد باب الغرفة، ومُنع أيّ كان من دخولها فيما حصل الإعلاميون على إذن مسبّق للدخول إلى الغرفة، «قاعة الامتحانات المؤقتة».
وقالت ميراي «إنّني عازمة على النجاح، ولم أتوقف كثيراً عند رسوبي في الدورة الأولى بل على العكس، أردت المضي قدماً والاستمرار في متابعة تحصيلي العلمي». تقوّم التلميذة اليوم الأول من الامتحانات بالإيجابي، لكنّها تختصر أمانيها باثنتين: «التمكن من زرع كلية وإكمال علمي ومن ثم العمل في مجال اختصاصي». وتضيف «كنت أحب أن أكون مضيفة طيران لكن وضعي الصحي لا يسمح بذلك. لذلك سأتخصص في حضانة الأطفال». تثق ميراي بتحقيق أمانيها «لأنّ الآمال أقوى من الآلام»، كما تقول.
انتظرت والدة ميراي «أم كريم»، ابنتها في الرواق وهي تتضرّع إلى الله، وتتلو دعاءً مزدوجاً، أن يمنّ على ابنتها بالصحة والشفاء، وأن يمنّ عليها بالنجاح، بينما تشرح كيف أن ابنتها بحاجة إلى كلية تعجز هي ووالدها وإخوتها عن منحها إياها لعدم المطابقة، لتختم قائلة «نحن الآن بحاجة إلى مساعدة ونسعى إلى أن يتبرع أحد بكليته».
من ناحية أخرى، أشار الدكتور هاني شعبان، المشرف على علاج ميراي، إلى أنّها «تخضع لغسل الكلى منذ سنة و3 أشهر تقريباً، ومنذ أسبوعين، تفاقمت حالة المريضة ما اضطرّنا إلى إجراء ذلك 4 مرات أسبوعياً». وأضاف الطبيب إنّ هناك الكثير ممّن هم في حالة ميراي، إلا أن وضعها استثنائي لأنّها تعاني ضغطاً غير مستقر. «أول من أمس، أي قبل يوم من الامتحانات، اضطررنا إلى إدخالها إلى المستشفى لأنّ ضغط دمها وصل إلى 22 لكنّها ظلت مثابرة على الدرس رغم ذلك»، يقول، مشيراً إلى أنّ أحد أقاربها يبحث لها عن كلية منذ نحو ستة أشهر، ليتيح لها فرصة حياة أفضل.
أنهت ميراي امتحان اليوم الأول، ولم تذهب إلى منزلها كما فعل باقي التلامذة، إذ كانت في انتظارها جلسة جديدة لغسل الكلى، تستأنف من بعدها ما بقي من امتحانات الدورة الثانية الاستثنائية، التي بدأت أمس وتستمر حتى يوم الجمعة، إذ يُمتحن التلامذة اليوم في مادتي علوم الحياة واللغة العربية، فيما يقدمون غداً مسابقتي الجغرافيا والرياضيات، لينهوا امتحاناتهم بمادتي الكيمياء واللغة الأجنبية نهار الجمعة.