مخيم البداوي ــ «الأخبار»اتخذت القوى الأمنية اللبنانية، بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية، إجراءات أمنية استثنائية أمس داخل مخيم البداوي وفي محيطه، فور شيوع خبر فرار طه الحاج سليمان من سجن رومية فجر أمس، تحسباً لاحتمال لجوئه إلى المخيم، نظراً لأنه مكث فيه سابقاً، كما بيّنت التحقيقات في فترةٍ سابقة، التي أكدت وجوده في البداوي مع آخرين من أعضاء تنظيم فتح الإسلام، قبل انتقالهم إلى مخيم نهر البارد وفرارهم منه إلى مخيم البداوي ثانية، قبل إلقاء القبض عليه بعد الأحداث الدامية التي جرت في مخيم نهر البارد صيف عام 2007. وأوضح مصدر فلسطيني مسؤول في مخيم البداوي لـ«الأخبار» أن «إجراءات أمنية احترازية قد اتُّخذت على مداخل المخيم وفي محيطه، وأن مسحاً ميدانياً جديداً سيُجرى اليوم (أمس) لمعرفة إن كان أي شخص غريب قد استطاع الدخول إلى المخيم خلسة». وأشار المصدر إلى أنّ «أيّ غريب يدخل إلى المخيم يبقى تحت أعين الرقابة المشددة من القوة الأمنية المشتركة في المخيم»، لافتاً إلى أن الفصائل الفلسطينية لن تسمح لأيٍّ كان بتعريض أمن مخيم البداوي للخطر، حتى لا تتكرر مأساة مخيم نهر البارد مجدداً.
ورأى المسؤول الفلسطيني البارز أن تهديد الأمن اللبناني هو تهديد أمني طبيعي للمخيمات الفلسطينية. وتخلى المسؤول عن حزمه قليلاً، معلناً أنّ ثمة خوفاً بين الفصائل الفلسطينية من أن تُتَّخَذ خطوة فرار سليمان ذريعة لتشديد الإجراءات الأمنية حول المخيمات، وهي إجراءات مشددة أصلاً، إذ إن مخيم البداوي مطوّق هذه الأيام كالسوار من الجيش اللبناني، ومن عناصر أمنية ظاهرة وخفيّة، لافتاً إلى أن «أسئلة كثيرة بدأت تُطرح لدينا، وهي كيف يستطيع سجين كهذا أن يفرّ من سجن محكم الإغلاق، ويتمتع بإجراءات أمنية مشددة داخله وفي محيطه؟».