بعد تأخّر قسري لسنتين، تخرّجت الدفعة الأولى من طلاب معهد العلوم التطبيقية في الجامعة اللبنانية في صور، الملحق بمعهد كنام الفرنسي
صور ــ آمال خليل
أخيراً، وبعدما مدّدت «إقامتهم الجبرية» في المعهد لسنتين إضافيّتين بسبب تعديلات طرأت على المنهج الدراسي، منها إضافة مواد جديدة وتعديل عدد أشهر التدريب العملي الإلزامي وتوحيد لغة مشروع التخرج باعتماد اللغة الفرنسية، تمكن 16 طالباً كان يجب أن يتخرجوا منذ سنتين، من إنجاز الأرصدة والمشاريع المطلوبة منهم للحصول على شهادة في إدارة الأعمال والاقتصاد، فيما لا يزال العشرات من زملائهم «يجاهدون» من أجل إنهاء المطلوب منهم للتخرج من معهد العلوم التطبيقية.
إدارة المعهد لم تصدق في كثير مما وعدتنا به
وتروي إحدى المتخرّجات، ملاك صبراوي، أن إدارة المعهد «لم تصدُق في كثير مما وعدتنا به: فالدراسة كانت مقرّرة لثلاث سنوات تعدّتها إلى خمس معنا، وقد تتخطّى ذلك مع زملائنا»، موضحة أن سبب التأخير يعود إلى «مواد جديدة أكثر تطوراً أضيفت عملاً بقرارات الإدارة المركزية في باريس، فضلاً عن تعديل قرار اعتبار الخبرة العملية لنيل الشهادة خلال أشهر الصيف الثلاثة كافية، ورفعها إلى تسعة أشهر. وعليه بات الطالب ملزماً بالعمل تزامناً مع العام الدراسي». أما مشكلة زميلتها أماني السيد، فكانت اللغة. فبعدما وافقت إدارة المعهد الفرنسي على استقبال طلاب، لغتهم الثانية الإنكليزية، عادت وأقرّت اللغة الفرنسية شرطاً في كتابة المشاريع والتقارير وتدريس الموادّ للقسمين الإنكليزي والفرنسي. ولاجتياز الأمر، خضعت أماني لدورات مكثّفة في اللغة الفرنسية، واستعانت ببعض زملائها وأساتذتها لكتابة مشروع التخرج النهائي، الذي يرسل مع الامتحانات إلى فرنسا لتقويمه.
وفيما انتزع 16 طالباً من أصل 190 مسجلين في المعهد، التخرج العسير، صعب على الآخرين إنجازه ما دفع بهم إلى ترك المعهد، بعدما فاقوا الـ400 طالب لدى افتتاحه. من بينهم علي صفا، الذي تنصّل من متابعة سنته الثانية في العلوم الإدارية، لسبب إضافي إلى تلك المذكورة، وهو الدوام المسائي الذي اعتمده المعهد ليتيح للطلاب العمل نهاراً، فهو دوام «لا يتلاءم مع أجواء المنطقة، حيث تندر المواصلات مع مغيب الشمس، فيما يقي معظم الطلاب في قرى مجاورة».
وبعدما نال المتخرجون شهادة مصدّقة من وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية، والسفارة الفرنسية في بيروت، وتخطّوا كل العراقيل الطارئة، أصبحوا، بحسب مدير المعهد يوسف حيدر، الذي أعلن إضافة اختصاص جديد يتناسب مع حاجات المحيط العملية، وهو الهندسة المدنية، «مؤهّلين بجدارة لسوق العمل».
وكانت بلدية صور قد خاضت معارك لافتتاح الفرع، حين انضمت صور منذ خمس سنوات إلى حلقة المعهد بموجب عقد تعاون بين الجامعة اللبنانية وإدارة المعهد الفرنسي، فتحمّلت تكاليف البناء والتجهيزات من خزينة اتحاد بلديات القضاء، إلا أن المبنى المستحدث ما زال يفتقر إلى المستلزمات الضرورية للتعليم الجامعي، فضلاً عن أن المحيط الصناعي والمهني الضيق في المنطقة لا يستقبل الطلاب بسهولة، بينما المعهد لا يمنح الشهادة سوى لطلاب يعملون، أو خاضوا على الأقل تدريباً مدته 9 أشهر، كما ارتأى وفد الخبراء الفرنسي، الذي زار المعهد منذ مدة.