سقطت عند منتصف ليل أول من أمس قنبلة من نوع «إنيرغا»، على مبنى في طلعة العمري في منطقة جبل محسن في طرابلس، فأصابت منزلي محسن سليمان وأحمد الفاعور بأضرار، وأدت إلى إصابة ابنة الأخير لينا (4 أعوام) بجروح طفيفة. أحدث سقوط القنبلة قلقاً كبيراً لدى سكان المنطقة، كما أثار توتراً أمنياً على محاور الجبل، من جهتي باب التبانة والقبّة، رافقه ظهور مسلح في بعض الأزقّة والشوارع. لكن المسلحين اختفوا مع تنفيذ عناصر الجيش اللبناني انتشاراً أمنياً مكثفاً في هذه المناطق من أجل ضبط الأمور، وإعادتها إلى طبيعتها.يعدّ هذا التطور الأمني الأول منذ انفجار عبوة ناسفة في حي الوادي في جبل محسن في 13 الشهر الجاري، التي أدت حينها إلى سقوط 3 جرحى بجروح بالغة، من بينهم فتى في الثالثة عشرة من عمره.
بسبب ارتفاع معدّل الحوادث الأمنية في جبل محسن في الشهرين الماضيين، عقد المجلس الإسلامي العلوي اجتماعاً برئاسة نائب الرئيس محمد خضر عصفور، واستنكر المجتمعون «الأعمال الإرهابية المفتعلة في وجه الأبرياء والمواطنين في منطقة جل محسن، التي أدّت إلى جرح أبرياء من الأطفال والمواطنين من أبنائنا»، مطالباً «الأجهزة الأمنية والقضائية بملاحقة الفاعلين ومحاسبتهم، وببتر أيدي العابثين بأمن البلاد ووحدتها وصيغة عيشها المشترك».
النائب خضر حبيب طالب، من جهته، القوى الأمنية بـ«الكشف عن النتائج التي توصّلت إليها التحقيقات بشأن العبوة الناسفة التي انفجرت في حي الوادي، وتحديد الجهة المسؤولة عن زعزعة الأمن والاستقرار، ووضع الرأي العام أمام حقيقة الأمور مهما كانت تلك النتائج»، ورأى أن «التكتم الشديد الذي يحيط بهذا الموضوع يزرع الخوف والرعب في نفوس السكان، ويعطي فرصة للمجرمين للاستمرار في زرع الفتنة، والقيام بأعمال إرهابية».
أكد حبيب أن «بين جبل محسن وباب التبانة طابوراً خامساً يعمل على بث الشائعات والذعر والشحن الطائفي بين المواطنين، بما يشبه الحرب النفسية لإبقاء المنطقة على فوّهة بركان من الممكن أن ينفجر في أي وقت»، وطالب المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية بـ«التحرك فوراً لملاحقة هؤلاء واعتقالهم لدرء الفتنة وإبعاد شبح المذهبية عن المدينة»، كما دعا الأهالي إلى «عدم الانجرار وراء الشائعات المغرضة، والتمسك بالوحدة والسلم الأهلي، وتسليم أمنهم للجيش وقوى الأمن الداخلي، لأنهم بذلك فقط يحافظون على أبناء طائفتهم وعلى عيشهم المشترك».
«الأخبار»