حوادث السير ترتفع نسبتها في لبنان. على الطريق المؤدي إلى جبيل، يشكو مواطنون من كثرة الحفر ويتحدثون عن «قافلة شهداء حوادث السير» على طريق حبوب ــ رأس اسطا ــ عنّايا»، والمهتمّون يتحدثون عن ضعف الرقابة ومخالفات سائقين
جبيل ــ جوانّا عازار
توفّي الشاب جوني مشنتف، في حادث سير على طريق حبوب في جبيل، منذ بضعة أيّام. انضمّ إلى «قافلة شهداء حوادث السير» على طريق حبوب ـــــ رأس اسطا ـــــ عنّايا. ارتفعت وتيرة الحوادث في الفترة الأخيرة عن الحدّ المعقول. لم تسقط ضحية أو اثنتان هناك، بل قُتل عدد من الأشخاص وجرح عدد كبيرٌ منهم. وكان المواطن بولس سعيد جرجس قد توفي في الخامس من تمّوز الماضي، وأصيبت زوجته ليندا جرجس، إضافة إلى كل من ماري صليبي وريمي خضرا الكريدي بجروح ورضوض مختلفة، وذلك نتيجة حادث سير مروّع وقع بين سيّارتي جيب شيروكي وسيّارة ميتسوبيشي على الطريق المذكور. وطبعاً، هذا الحادث ليس سوى عيّنة من تلك الحوادث هناك، بانتظار الحلول التي تحدّ من المخاطر عليها وتحمي المواطنين.
ورأى عضو وممثّل تجمّع الشباب للتوعية الاجتماعيّة ـــــ اليازا، جاك خوري، أن أبرز أسباب الحوادث هو «غياب الرقابة عن هذا الطريق من قبل قوى الأمن الداخليّ وعدم تشدّدها في ضبط المخالفات التي يقوم بها السائقون إن كانت بسبب سرعتهم الزائدة أو حمولتهم الزائدة، إضافة الى تجاوز السيّارات بعضها عن بعض، من دون أن يكون رقيب أو حسيب يراقب تجاوزات السائقين ويضع حدّاً لها». وأشار في حديث مع «الأخبار»، إلى تلقّي جمعيّة اليازا وعداً بتكثيف رجال الأمن، على الطريق المذكور لضبط المخالفات والحدّ من حوادث السير، متحدّثاً عن حالة لا بأس بها للطريق، مقارنة مع طرقات لبنانيّة أخرى. وفي السياق نفسه، لفت رئيس بلديّة كفربعال ـــــ عنّايا بطرس عبّود، الى أنّ السرعة الزائدة هي السبب الرئيسي لحوادث السير على هذا الطريق، لكن لا يمكن السكوت عن وضعه السيّئ. فهذا الطريق، منذ شقّه عام 1986، لم يعرف التأهيل والصيانة على نحو كامل، إذ اقتصرت أعمال الصيانة فيه على ترقيع الحفر، من دون تزفيت الطريق بالكامل». واستفاض عبود، فتحدث عن أهميّة هذا الطريق، وخصوصاً أنّه يوصل إلى البقاع، وبالتالي «يقع على عاتق وزارة الأشغال العامّة والنقل العمل على تأهيله وصيانته لتشمل أعمال الصيانة التزفيت والإنارة». أكثر من ذلك، فإن رئيس البلدية، تحدث عن سرقة الكابلات واللمبات التي وضعتها البلديّة على الطريق، إضافة الى تزييح الطريق ووضع المسامير الفاصلة في نصفها. وكان اتّحاد بلديّات جبيل قد عمل منذ نحو سنتين على تزييح الطريق، لكن ذلك لم يدم طويلاً لأنّ الزفت قديم، وبالتالي لم يصمد التزييح أكثر من شهرين. ووفقاً لأكثر من مواطن (ممن التقتهم «الأخبار»)، فإن اجتماع هذه العوامل أسهم في ارتفاع حوادث السير على هذا الطريق. أحد المواطنين رأى أن كثرة الحفر في الطريق تدفع السائقين إلى محاولة تفاديها، ما يسبّب لهم الاصطدام بسيّارات أخرى، مضيفاً سبباً آخر يتمثّل «بدوبلة السائقين عن السيّارات الأخرى»، ويساعدهم في ذلك عرض الطريق الذي يصل الى 12 متراً. وعن التفاصيل التقنية للطريق، أشار عبود الى أن العدد الأكبر من الحوادث يحصل في المساء، «حيث تتحوّل الطريق الى واحة مظلمة غارقة في السواد، ما يجعل اكتشاف الحفر عليها أمراً صعباً.
«لا شيء سوى الانتظار»، أكد مواطن جبيلي، معلناً أنهم لا يزالون ينتظرون «أن تتحرّك المراجع المعنيّة لتأهيل طريق حبوب ـــــ رأس أسطا ـــــ عنّايا»، والتي بالمناسبة، كان من المفترض البدء بتنفيذها قبل تنفيذ أوتوستراد عنّايا ـــــ إهمج ـــــ اللقلوق الذي لزّم وبدأت أعمال إنجازه.


45 قتيلاً في تموز المنصرم

أكدت الإحصاءات الرسمية، الصادرة عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، أن 45 قتيلاً سقطوا، خلال شهر تموز الماضي وحده فقط، نتيجة لحوادث السير في لبنان، في مقابل 444 جريحاً. وتشير المعطيات الأمنية إلى أن الطرقات غير الآمنة هي السبب الرئيسي لوقوع الحوادث (راجع عدد «الأخبار» الاثنين ٤ أيار ٢٠٠٩). أما عن الـ 45 قتيلاً، فهو مدرج ضمن بيان تعميمي صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بشأن بعض الجنايات والجنح الهامة المرتكبة، إضافة إلى حوادث السير المسجّلة رسمياً. وارتفع عدد القتلى في شهر تمّوز 2009 عما كان عليه في عام 2008، إذ قضى 11 مواطناً صدماً على الطرقات، بعد مقتل 34 شخصاً في الشهر المذكور من العام الماضي في حوادث السير المستمرة.