محمد نزالأُعيد السجين الفار طه أحمد حاجي سليمان إلى السجن، لكنّ أخباره «لم تنقطع»، وظلّه يخيّم على مخيّلات بعض المواطنين اللبنانيين.
يحضر الهاجس الأمني بقوة في يوميات المواطنين، حتى إن بعضهم بات يقصّ روايات أغرب من الخيال وأقرب ما يكون إلى أفلام الرعب. من هذه الروايات ما ذكرته تقارير أمنية عن المواطن ر. خ. (22 عاماً). اتصل بالقوى الأمنية عبر خط النجدة، وادّعى أنه شاهد رجلاً واقفاً عند مستديرة عشقوت ـــــ جونية، وأنه كان يرتدي سروال «جينز». أما في المواصفات، فهو نحيف البنية، في العقد الثالث من العمر، أسود الشعر، أسمر البشرة، خفيف اللحية والشارب، طوله 180 سنتم تقريباً. وذكر المواطن «المرعوب» الذي تقدّم بالأوصاف الواردة، أن ذلك الشخص استوقفه للصعود معه في سيارته، إلا أنه لم يتوقف بل فرّ مذعوراً في اتجاه منزله، بحسب ما أوردت تقارير أمنية. وصل إلى المنزل، بحث في الإنترنت، فتبيّن له أن هناك تطابقاً في الملامح بين الشخص الذي صادفه والسجين سليمان. لم يكذّب خبراً، اتصل بالقوى الأمنية وأخبرهم بقصته «المخيفة».
وكانت المواطنة ن. ق. (50 عاماً) قد ادّعت أنها أثناء تمهّلها في قيادة سيارتها، في منطقة الكرنتينا، تقدّم شخص مجهول نحوها وصعد إلى جانبها، وعمد إلى رفع خنجر في وجهها، ما أدّى إلى اصطدام سيارتها بسيارة أخرى. عندها ترك السيارة وفرّ إلى جهة مجهولة. وجاء في ادّعاء السيدة أن الشخص المذكور كان يرتدي سروالاً عسكرياً، إضافة إلى كنزة سوداء اللون.
عرضت القوى الأمنية صور السجين سليمان على المواطنة المدّعيّة، بعد أن كان قد فرّ من السجن ثم قبض عليه. ووفق ما يقول المثل الشائع «يولد من الشبه أربعين»، لذا فإن السيدة تعرّفت إلى سليمان من خلال الصورة بنسبة ثمانين في المئة. تجدر الإشارة إلى أن السجين الفار قبض عليه في أحراج بلدة بصاليم المحاذية لسجن رومية المركزي، ما يعني أنه لم يتمكّن من الابتعاد.