رضوان مرتضىوقف أحمد (اسم مستعار) على جانب الطريق العام الذي يربط بلدتي الشويفات والحدث، بانتظار سيارة أجرة تقلّه. بعد دقائق من الانتظار لمح سيارة، وقد تبين أن سائقها هو صديقه حسن (اسم مستعار) فصعد معه. شربا البيرة وتنشق حسن التينر (مادة بترولية) من زجاجة داخل السيارة، ثم اتفقا على سلب الركاب الذين سيصعدون في السيارة.
الراكب الأول طلب من السائق أن يقلّه حتى مفرق بشامون. جلس أحمد قربه، حاول أن يتحرش به ثم ضربه على وجهه وأدماه. قبل أن تصل السيارة إلى بشامون، عاد الصديقان بالراكب باتجاه الشويفات. ركنا السيارة داخل أحد الأحراج. أجبر أحمد الراكب على النزول من السيارة ثم جرّده من ملابسه، خلع أحمد بدوره سرواله محاولاً اغتصاب الراكب. لكن الأخير منعه بعدما رشّ على عينيه كمية من الرمل. غضب أحمد وراح يضرب الراكب وأعاده إلى السيارة بالقوة، ثم أخذ سكيناً من حسن وراح يهدد الراكب بها، وأمره بأن يعطيه ما يملك من نقود. خاف الأخير وأعطاه مبلغ 22000 ليرة وإخراج قيده. إلا أن أحمد لم يكتف بهذا الحد، فأمره بأن يخلع سرواله، وهو في السيارة. استجاب الأخير مرغماً، فراح أحمد يمزق له سرواله الداخلي بالسكين، السائق كان يضحك ويغني، أما المعتدى عليه فكان يتوسل «الصديقين» أن يتركاه وشأنه.
فتح الراكب باب السيارة وركض باتجاه حاجز للجيش
قرر المتهمان متابعة أعمال سلب الركاب، فيما لا يزال الراكب المعتدى عليه برفقتهما. صعد في السيارة أحد الأشخاص، لكن مظهره لم يعجب أحمد الذي طلب من صديقه إنزاله. تابعا سيرهما ثم أوقفا السيارة في منطقة الحدث ـــــ السان تاريز. نزل أحمد لشراء البيرة، عندها فتح الراكب باب السيارة وركض في اتجاه حاجز للجيش، وتمكن عناصر قوى الأمن الموجودون عند الحاجز من إلقاء القبض على حسن، بينما هرب أحمد، لفترة قبل أن يُلقى القبض عليه لاحقاً.
اعترف حسن بالوقائع المعروضة أمام المحقق العدلي العسكري في الشرطة العسكرية، ثم أمام فصيلة الحدث ـــــ بعبدا، وأقرّ بأن السكين المستخدمة في التهديد خاصته، لكنه عاد وأنكر إفادته الاستنطاقية. في المقابل، أنكر أحمد ما أسند إليه وأضاف أنه لا يذكر ما حدث معه في تلك الليلة، لأنه كان في حالة السكر.
بعد التحقيقات الأولى أُخلي سبيل كل من المتهمين بسند إقامته، ففرا إلى جهة مجهولة.
تأيدت الوقائع بالادعاء الشخصي للراكب المعتدى عليه محمد ج. والادعاء العام، وبالمضبوطات من سكين مطبخ ومقص، وكذلك بالتحقيقات الأولية والاستجواب التمهيدي وفرار المتهمين.
أصدرت محكمة الجنايات في جبل لبنان، برئاسة القاضي هنري الخوري والمستشارين ماجدة مزيحم وربيع الحسامي، حكماً غيابياً بعد فرار المتهمين، قضى بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحق كل من أحمد وحسن وتجريدهما من حقوقهما المدنية بعد إدغام العقوبات بحقهما. وقضت المحكمة أيضاً بمنعهما من التصرف بأموالهما أو إدارتها، وتعيين رئيس قلم المحكمة قيّماً لإدارة هذه الأموال. كذلك تقرر تأكيد إنفاذ مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحق كل منهما مع تضمينهما كل النفقات المستحقة.