علي يزبكمع بداية الأسبوع الثاني لعمليات إتلاف القنّب الهندي، التي تنفّذها القوى الأمنية في سهل البقاع والجرود، تفقّد المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، سير هذه العمليات، واطّلع في جولة ميدانية في سهل بلدة إيعات (قضاء بعلبك) على مجرياتها، وما تحقّق على هذا الصعيد. وبعدما سار عدة خطوات في أحد الحقول، حيث تُتلف الجرارات الزراعية وعناصر قوى الأمن الحشيشة، وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني، ورجال مكتب مكافحة المخدرات في الشرطة القضائية، أكد ريفي أن عمليات إتلاف الحشيشة تأتي بعد ثلاث سنوات من التوقف لأن الظروف «لم تكن تسمح بذلك، ولكن في الوقت نفسه كنا نُتلف مزروعات الأفيون، التي تُعدّ أكثر خطورةً إلّا أن المساحات المزروعة بها لم تكن كبيرة».
وقال ريفي «إننا اليوم ونحن نقوم بهذه العملية التي تحظى بمتابعة كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية وبالتنسيق التام مع قيادة الجيش نضيف إنجازاً جديداً بعدما واجهنا الإرهاب، وفكّكنا شبكات التجسس الإسرائيلية، والمخدّرات لا تقل خطورة».
شكر ريفي الأهالي تفهمهم الضرر الذي ينتج من المخدرات
وأكد ريفي أن المساحات المزروعة بالحشيشة تقارب 16 ألف دونم، منها 207 دونمات في المنطقة الشمالية قرب سهل القاع، وإلى الآن أُتلف ثلث هذه المساحات المزروعة، و«نحن في سباق مع الوقت لإنجاز المهمة كاملةً قبل الرابع عشر من أيلول القادم، حيث يبدأ موسم حصاد الحشيشة».
وأضاف إن التقديرات تشير إلى أن «المساحات التي كانت مزروعة هي أكثر من هذا العام نتيجة المتابعة الحثيثة داخلياً من السلطات اللبنانية، وإمساك للمرافئ الدول التي يمكن أن تذهب إليها الحشيشة في أوروبا وأستراليا».
وسلّم ريفي بفشل مشاريع الزراعات البديلة، وقال: «كان هناك تجربة للزراعات البديلة، دوار الشمس استمرت منذ عام 1992 إلى سنة 2000، و«فرط» المشروع لأنه لم هناك متابعة والبدائل لم تكن مدروسة بصورة وافية، وأنا أترك هذا الأمر للخبراء الذين عندهم باع طويل مع دول أخرى، وأوجدوا بدائل للمزارعين لكي يعيشوا بكرامة، ويوفّروا قوتاً لأولادهم، وهذا الأمر رفع إلى السلطات السياسية، والكل من أعلى الهرم السياسي واعون لأهمية تأمين البدائل».
ورفض اللواء الريفي الرد على أسئلة الصحفيين بخصوص الحوادث الأمنية عند نقطة المصنع، أو ما جرى أخيراً في سجن روميه وقال: أنا في مهمة محددة، وكل الدولة تنظر إلى جهودنا في سبيل مكافحة المخدرات، والسلطة تتابع إجراءتها في ما يخص المصنع وسجن رومية.
وشكر ريفي في الختام الأهالي وفعّاليات المنطقة، الذين يسهمون في إنجاح عمليات إتلاف الحشيشة، كما شكر الجيش اللبناني وفوج الهندسة، الذي يسهم في تمشيط الحقول قبل بدء عمليات الإتلاف تجنّباً لما جرى في اليوم الثاني من انطلاق العملية، حيث انفجرت قنبلة تحت أحد الجرارات الزراعية، ويضاف إلى ذلك العثور اليوم في أحد الحقول على قذيفتين من نوع إنيرغا وهما قديمتان وقد علاهما الصدأ وغير معدّتيَن للتفجير.
وأدخلت القوى الأمنية عاملاً مساعداً في عمليات الإتلاف، إذ جرت الاستعانة بفتيات ونساء من قبائل البدو، حيث يقتلعن الحشيشة ويسرن وراء الجرارات الزراعية.