فاتن الحاج«لا تأجيل لبداية العام الدراسي المقبل. علينا أن نتعايش مع فيروس إنفلونزا «إيه أتش 1 أن 1». هذا ما أكده وزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة، بعد اجتماعه مع وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري، أمس في وزارة التربية بالأونيسكو. لكن هذا القرار المشترك للوزارتين لم يقرن حتى الآن بإجراءات عملية للأهالي كي يطمئّنوا إلى إرسال أولادهم إلى المدارس، أو على الأقل، رفض الوزير أن يدخل في تفاصيل «إجراءات تقنية»، كما سمّاها، لترصّد الوباء في المدارس، مكتفياً بالقول: «سنتعامل مع كل حالة نبلّغ بها في مدرسة أو صفّ معيّن على حدة لاتخاذ التدبير اللازم». بل إنّ خليفة دعا الناس إلى «أن يكونوا واقعيين، فالهلع الذي نتفهّمه لا يبرر الفوضى، وإذا تبين لنا أنّ تطور الوباء يستحق تعطيلاً فسنتخذ القرارات المناسبة في حينه».
لكن حتى الآن، لم يتغير نمط الفيروس. وتالياً، لا يستدعي الوضع، كما قال خليفة، أكثر من اتخاذ الاحتياطات المتعلقة بأصول الصحة والنظافة العامة، وتطبيق بعض الإرشادات في المدارس.
الكشف الطبي ضمن برنامج الصحة سيبدأ منذ اليوم الدراسي الأول
«ببساطة هذا هو حجم الموضوع والحياة بدها تستمر»، يقول خليفة، مجدّداً طمأنة الناس إلى أنّ ضرر أنفلونزا «إيه أتش 1 أن 1» أقل من «الكريب» الموسمي، «ونحن لا نجري الفحوص من أجل المرضى بل من أجل الإحصاءات ومراقبة وزارة الصحة لتطور المرض». وقال: «قسم كبير ممن أجرينا عليهم الفحوص لم يكن لديهم فكرة عن أنّهم مصابون، معنى ذلك أنّهم اكتسبوا المناعة الذاتية ولم يعودوا مصابين». أما وزارة التربية فتتسلّم، كما قالت الحريري، نموذجاً للإرشادات الصحية من وزارة الصحة، تمهيداً لتعميمه على المدارس. كما ستعقد، ابتداءً من الاثنين المقبل، اجتماعات بين المديريات التابعة للوزارتين لتنسيق الجهود ومناقشة الإجراءات مع الممثلين عن منظمة الصحة العالمية والمسؤولين عن المدارس الرسمية والخاصة.
وأعلنت الحريري أنّ الكشف الطبي والوقائي، ضمن برنامج الصحة المدرسية في وزارة التربية «سيبدأ منذ اليوم الأول للعام الدراسي بدلاً من الفصل الأول، كما كان يحصل سابقاً، وسنهتم بمواصفات الملف الصحي لكل التلامذة».
لكن مديرية الإرشاد والتوجيه، وهي الجهة المسؤولة عن الصحة المدرسية في الوزراة، لم تتبلغ حتى الآن، بحسب ما قال المدير جان حايك في اتصال مع «الاخبار»، اتخاذ أية خطوات استثنائية بهذا الشأن، علماً بأنّ الاتفاق مع نقابة الأطباء لإرسال طبيب إلى كل مدرسة يحتاج إلى وقت، بسبب الروتين الإداري كما قال. لكن «ما في شي مستحيل، المهم يعطونا توجيهات بأسرع وقت»، يقول حايك. ويجزم أنّه في الأعوام السابقة كانت المديرية ترسل طبيب صحة عامة وطبيب أسنان مرتين خلال العام الدراسي إلى كل مدرسة رسمية في لبنان.