البقاع ــ عفيف ديابضمن إطار مشروع دعم القيادات الشبابية الذي تشرف عليه الهيئة الدولية للأبحاث والتعاون (IREX) بالشراكة مع الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية (LTA)، قدم 5 شبان من منطقة البقاع الشمالي مشاريعهم التي تهدف إلى مكافحة الفساد وسوء إدارة المرافق العامة وتعزيز الشفافية والصالح العام في المنطقة.
اكتشف قاسم أنّ المواطن أميّ في ما يتعلق بإنجاز معاملاته
يتحدث قاسم سليمى الذي شارك مع مجموعة من شباب بلدة الفاكهة في إعداد مشروع «الفساد والرشى في إنجاز المعاملات الرسمية» عن دعم القيادات الشابة في المناطق شبه النائية بهدف تقريب المسافة بين المواطن والدولة ومؤسساتها. ويقول إنّه لاحظ سلبيات لا تعد ولا تحصى في إدارات الدولة «تسهم في وضع حواجز بين المواطن ودولته، وهذا يؤدي إلى إحداث شرخ كبير في العلاقة بين المواطن والمؤسسات». يضيف: «اكتشفنا أنّ المواطن أمي في إنجاز معاملاته، ما يعرضه لدفع الأموال والابتزاز من موظفين فاسدين أو موظفين رواتبهم متدنية». ويلفت سليمى إلى أنّ «توعية الناس على كيفية إنجاز معاملاتهم تحد من الفساد في الإدارات العامة، وتقرب المواطن من المؤسسات».
الفساد الإداري في مؤسسات الدولة ليس وحده الذي يؤثر سلباً على حياة المواطن في البقاع الشمالي، إذ إنّ الصراع السياسي على مشاريع إنمائية وتنموية يلعب دوره أيضاً. ويقول أحمد عبد الواحد الذي أعد مشروعاً تناول فيه مسألة مياه نهر العاصي وكيفية الاستفادة منها، إضافة إلى أهمية الإرشاد الزراعي إنّ الصراعات السياسية تعيق الاستفادة من مياه العاصي. وإذ يبدي عبد الواحد ارتياحه لتعاون وزارة الزراعة معه خلال إعداد المشروع يكشف أنه وجد مشاريع عدة مكدسة عن الإرشاد الزراعي «إما قيد الدرس، وإما أنها درست ولم تنفذ»!
«درست ولم تنفذ» هي أيضاً حال ملف الاستشفاء والطبابة في البقاع الشمالي التي قدمت مشروعاً عنه لمى غضبان بالتعاون مع زياد رزق. ويقول منسق البرنامج في LTA في البقاع الشمالي عز الدين الشمالي إنّ ملف الاستشفاء في المنطقة معقد جداً. فالمشروع تناول كل المؤسسات الاستشفائية، الحكومية والخاصة، في بعلبك والهرمل، وتبين أنّ ما يحكى عنه من وجود لتجهيزات طبية متطورة أو حتى مقبولة ليس دقيقاً. ويلفت الشمالي إلى أنّ مشروع الطرق والسلامة العامة الذي أعدته غراسيا عاد أظهر وجود بعض التحسن في البنى التحتية لشبكة الطرق الأساسية في المنطقة. في المقابل، تقول معدة مشروع الحد من التسرب المدرسي المبكر عند الأطفال جميلة كيروز إن الأسباب الأساسية وراء تراجع الإقبال على التعلم في منطقة دير الأحمر هي اقتصادية بالدرجة الأولى بسبب ارتفاع الأقساط في المدارس الخاصة، إضافة إلى غياب دعم التعليم الرسمي وحمايته.
يقول المدير العام للمشاريع في الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية الدكتور سعيد عيسى إنّ دعم الجمعية لإعداد هذه المشاريع ينبع من أهمية مساعدة المجتمع المحلي على تجاوز مشكلاته وتعزيز علاقة المواطنين في منطقة البقاع الشمالي بالدولة ومؤسساتها.