الضنية ــ عبد الكافي الصمدعاشت بلدة بقاعصفرين أمس يوماً طبيعياً على جاري عادتها في مثل هذه الأيام من السنة، بعد التوتر الامني الذي شهدته مطلع الاسبوع. واستمرّت التحقيقات في الحادث. فسحب الجيش في بقاعصفرين أمس من فيلا المرشح السابق للانتخابات النيابية الذي يشتبه في ارتكاب مرافقيه جريمة اغتيال، سيارة جيب خاصة به من طراز «هامر»، وسيارة أخرى من طراز مرسيدس مكشوفة السقف، و6 عربات صغيرة من طراز «ATV». وكان إطلاق النار الذي شهدته بقاعصفرين مساء الأحد الماضي قد أدى إلى سقوط قتيل و4 جرحى.
وفيما لا يزال ذوو القتيل علي ضاهر مستمرين في رفضهم تقبل التعازي به قبل الاقتصاص من الجناة، من المرتقب أن يخرج اليوم شقيقه بلال، الذي أصيب بطلق ناري في رجله أثناء الحادث، من مستشفى السيدة في زغرتا حيث يخضع للعلاج، بعد خروج الجرحى الآخرين من مستشفى الضنية الحكومي حيث خضعوا للعلاج.
في غضون ذلك، تسعى بعض فاعليات الضنية السياسية والاجتماعية والدينية في محاولة منها لاحتواء الإشكال، إلى عقد اجتماعات جانبية وإجراء بعض الاتصالات من أجل إيجاد مخرج ملائم من شأنه أن يجنّب البلدة والمنطقة المزيد من المشاكل، ولكن هذا المسعى اصطدم وفق مراجع معنية في بقاعصفرين بأكثر من عائق، أبرزها أن «أهل الفقيد ما يزالون تحت وقع الصدمة، وأن من غير المقبول التحدث معهم في هذا الموضوع قبل مرور فترة من الزمن، وبعد أن تكون السلطات قد ألقت القبض على المعتدين من أجل إنزال القصاص العادل بهم، ما قد يسهم في تبريد الاجواء، واتباع الأصول والأعراف المعمول بها في المنطقة في مثل هذه الأمور، وإلا فإن أي حديث معهم عن مصالحة أو ما شابه في ظل الأجواء الحالية سيرفضونه وستكون ارتداداته سلبية».
وإذ أشارت المراجع المذكورة إلى أن «ما خفف من تداعيات المشكلة في البلدة أن المرشح السابق للانتخابات ومرافقيه هم من بلدة بقرصونا المجاورة، ولعل ذلك ترجم في تضامن أهالي بقاعصفرين كلهم مع أهل القتيل»، فإنها لفتت بالمقابل إلى أنه «لا مشكلة بين البلدتين أو بين بقاعصفرين وعائلة المرشح، بل هي بين أهالي البلدة والمرشح ومرافقيه حصراً»، من غير إغفالها أن «إصدار المرشح المعني بيانات ادّعى فيها أن لا علاقة بالحادثة، قد أثارت استفزازاً إضافياً في البلدة».