خالد صاغيةحدّثنا النائب هادي حبيش، فقال: الكرة في ملعب العماد عون.
حدّثنا النائب آلان عون، فقال: الكرة في ملعب رئيس الحكومة المكلّف.
الشباب يتسلّون إذاً. يلعبون كرة القدم. يتدرّبون استعداداً لكأس العالم المقبلة. لكن، إذا كان تسهيل تأليف الحكومة هو الكرة، وإذا كان لكلّ سياسي ملعبه، فمن يكون الجمهور؟
لا تحتاج الإجابة إلى كبير تفكير. الجمهور هو نحن. علينا أن ننتظر تسجيل الأهداف أو الفرص الضائعة حتّى نفزّ عن مقاعدنا ونهتف ونصفّر ونصفّق. أمّا في الوقت الباقي، فنجلس على أعصابنا في الانتظار. انتظار أن يقدم أيّ لاعب منهم على التقاط الكرة وركلها. فهيّا يا سعد. أقدِم يا جنرال.
طالت اللعبة أسابيع. حتّى لا نموت جوعاً، يقذف لنا اللاعبون بين الحين والآخر بعضاً من الحشيش الأخضر. يقتلعونه من أرض ملاعبهم ليطعمونا. ونحن كالقطعان نأكل ونسبّح بحمد الزعيم. هاتِ يا شيخ بونات من البنزين. هاتِ أقساطاً للمدارس. هاتِ مساعداتٍ رمضانيّة. ما أطيب الحشيش من أيديكم أيّها الرعاة الصالحون.
ما حاجتنا إلى الحكومة ما دامت خيرات حشائشكم متوافرة. موائدنا عارمة من فتات موائدكم. وهل كانت الدولة لتسدّ جوعنا أكثر منكم؟ أنتم أهمّ من الدولة ومن الحكومة. الحكومة أصلاً ليست إلا فضلة خيركم. ترسلون أتباعاً لكم إلى الغرف الكبيرة ليجتمعوا ويصرّحوا ويأكلهم الملل. خلص. نحلّها نحن وإيّاكم مباشرةً من دون وساطات. بعضاً من حشيشكم، وتنالوا تأييدنا. ولعيونك يا شيخ سعد، ولعيون جبران باسيل، بلا الحكومة.
الشباب يتسلّون فعلاً. وما دام التوافق السوري ـــــ السعودي غائباً، لا بأس ببعض العنتريّات. يصعّد ميشال عون: يريد ويريد ويريد... فيحظى بالإعجاب. ثمّ يصعّد الشيخ سعد: لن، ولن، ولن... فيتكاثر الأنصار. وفي الطريق، لا مانع من النفخ في نار الطائفيّة. الأوّل يحصّل الحقوق المسلوبة. والثاني يدافع عن المكتسبات. مزيد من الخراف تلتحق بالقطيع. تجلس على مقاعد المشجّعين. تنتظر تسجيل الأهداف أو الفرص الضائعة حتّى تفزّ عن مقاعدها وتهتف وتصفّر وتصفّق.