شتورا ــ أسامة القادريسياسة الترقيع هي المعتمدة في غالبية طرق المناطق، وخصوصاً النائية، إلا إن كانت لها حظوة ما لدى أحد السياسيين، على الأخص إن كانوا من أبناء تلك المنطقة المحرومة، وتمكّنوا من «الخرق» والوصول إلى السلطة. لكن أن يُعتمد الترقيع ..لمعالجة مشاكل الطريق الدولية؟ فهو أمر لا يحصل ربما إلا عندنا. مع ذلك، ورغم «الترقيعات» التي توالت على الطريق الدولية الممتدة بين منطقة شتورا ومدينة زحلة، فإنّها لا تزال مرادفاً في أذهان عابريها الكثر، وخاصةً في فصل الصيف وموسم المهرجانات السياحية، لمخاطر السير والحوادث والانزلاق، وخصوصاً عند جسر جلالا، وذلك بسبب غياب جدران الدعم.
تبدأ المشكلة في المنطقة الفاصلة بين بلدتي شتورا وتعلبايا، حيث ترتبط الأحياء الشرقية والغربية في كلتا البلدتين بالطريق الرئيسية. ولقد مثّلت هذه الطريق في محطات عدة من تاريخ النزاعات السياسية والطائفية مسرحاً للمعترضين، الذين سرعان ما يقفلونها بالإطارات المشتعلة.
وما زاد الطين بلّة، طريق فرعية الى إحدى الكسارات في المنطقة، تعبر عليها شاحنات ثقيلة، «حاملة محمّلة» ما يسبّب المزيد من التخريب والانخسافات.
أما المشكلة الرئيسية، فتكمن في تعرض بعض السيارات للسقوط في نهر شتورا بسبب غياب جدران الدعم عن جسر جلالا، ما يؤدّي إلى سقوط عدد كبير من الجرحى والقتلى، في خرق مستمر وفاضح لمعايير السلامة العامة.
وتغيب عن الطريق أيضاً شرطة السير، لتنظيم الحركة وضبط المخالفات، وخصوصاً في صفوف الشباب الذين يهوون «التشفيط» و«التخميس»، وغالباً ما يكونون ضحايا، أو مسبّبين لوقوع الحوادث.
يبعد منزل بدري عبد القادر من سكان بلدة جلالا التحتا 250 متراً عن الجسر. وهو غالباً ما يسمع أصوات الاصطدام ليلاً ونهاراً. ويقول عبد القادر: «ما يحزننا أن الكثير من هذه الحوادث يذهب ضحيتها العديد من الشبان في زهرة العمر، بسبب انزلاق سياراتهم إلى النهر».
ويشير محمد حسين إلى الخطر الذي يلاحقه عندما يحاول أن يسلك الطريق من شتورا باتجاه منزله في الحي «التحتاني». يعتمد حسين هذه الطريق رغم أنها أطول بحوالى 1.5 كلم، رغم أن منزله يبعد مسافة 200 متر عن المفرق، وذلك تجنّباً لوقوع حادث.
بدوره يلفت رئيس بلدية شتورا نقولا عاصي إلى أن إصلاح الطريق من اختصاص وزارة الأشغال العامة، وأن البلدية بعد تقدمها بطلبات عدة حصلت على إذن استثنائي يسمح بتنفيذ جدران الدعم على طرفي الجسر.
ويمثّل إصلاح هذا الجسر معبراً لمرور آمن للأهالي، ولكن ربما كان يجب القول إنه يؤمّن مرور السيّاح ومرتادي الأماكن السياحية والمهرجانات الدولية، لكي تقتنع الدولة بأهمية إصلاح هذه النقطة، وخصوصاً أن جسر جلالا يمثّل ممراً إلزامياً للوصول إلى كلّ من مدينة الشمس، بعلبك، وعروس البقاع زحلة.
ويأمل عاصي أن لا تواجه مبادرته رفضاً من جانب الوزير غازي العريضي، طالباً منه أن يشجع كل البلديات، وخاصة القادرة منها على تغطية ما تعجز عنه وزارته، وذلك من أجل إنجاح الموسم السياحي.
يذكر أن ورشة الأعمال وتزفيت الطرقات جارية على قدم وساق، وبأكثر مما ينبغي في العاصمة، وخصوصاً أن وزارة الأشغال تعمل على تكثيف مجهودها هذا قبل موسم الأمطار في الخريف المقبل، فيما تعاني المناطق رغم مردودها السياحي، إهمالاً مزمناً لم يعد مفهوم السبب.


تعدٍّ مطلوب على الصلاحيات؟

أعلن رئيس بلدية شتورا نقولا عاصي بدء ورشة العمل في بناء جدران دعم قوية على جانبي الجسر، ويبلغ طول كل جانب حوالى 12 متراً بارتفاع ما يقارب متراً، مع مراعاة سُمكه الذي وصل إلى 60 سنتمتراً، وذلك من أجل تحمّل الصدمات القوية. وأشار عاصي إلى أن ما قامت به البلدية يعدّ خطوة غير مسبوقة، لأنها تعدّت على صلاحيات وزارة الأشغال العامة، التي أهملت واجباتها المطلوبة منها.
وعن ازدحام السير على الجسر قال عاصي «من المعروف أن هناك عدة مفارق تؤدي إلى أحياء بلدة جلالا الداخلية، ونحن نحاول مع القوى الأمنية الإشراف على حركة السير من أجل سلامة المواطنين».