البقاع ــ نقولا أبو رجيليلا يزيد عدد السيارات المسروقة على عدد العام الماضي أو ما قبله، لكن اللافت هذا العام هو استخدام السلاح وتكرار استهداف سيارات الأجرة على نحو مركّز وسيارات زوار خليجيين وغيرهم من الزوار العرب. وقعت آخر هذه الجرائم فجر أمس في منطقة المصنع الحدودية، حيث أقدم أربعة مسلحون يستقلون سيارة جيب ذات دفع رباعي مجهولة المواصفات، على سلب سيارة من نوع «بورش كايان» طراز 2005 تحمل لوحة تسجيل سعودية رقم 666/ن، يقودها المواطن السعودي تركي سابر الدوسري، الذي وُجد مرمياً إلى جانب الطريق العام بالقرب من بلدة تمنين الفوقا (قضاء بعلبك). وشرح مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن حادثة السلب حصلت حوالى الساعة الرابعة والنصف صباحاً، أثناء توجه الدوسري إلى نقطة المصنع الحدودية آتياً من بيروت، وأن السالبين الذين انتحلوا صفة رجال أمن اعترضوا سيارته بقوة السلاح، وأجبروه على التنحي جانباً، وعمدوا إلى حشر رأسه وجسمه بين مقاعد السيارة، مهددين إياه بالقتل في حال قيامه بأي حركة، بحسب ما جاء في الإفادة التي أدلى بها صاحب السيارة لقوى الأمن لاحقاً. وورد في الإفادة كذلك أن الجناة عمدوا إلى رميه في المحلة التي وُجد فيها بعد سلبه هاتفه الجوّال. وقال ضابط رفيع في قوى الأمن في البقاع إن القوى الأمنية أطلقت عدداً كبيراً من الدوريات، وأقامت الحواجز المتنقلة على مفارق الطرقات بحثاً عن السيارة المسروقة وعن الفاعلين، وأنها من أجل هذه الغاية، أعلمت غرفة العمليات في الجيش اللبناني.
السالبون انتحلوا صفة رجال أمن وأجبروا صاحب السيارة على حشر رأسه وجسمه بين مقاعدها
لكن ما يدعو إلى الاستغراب هو توقيت وقوع عملية السلب المسلّح، إذ يُذكَر أن الحادثة وقعت بينما تشهد المنطقة حركة دوريات أمنية مكثفة وانتشاراً عسكرياً وحواجز ثابتة تنفذها وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي على طول الطريق الدولية بين شتورة والمصنع. وسبب ذلك الانتشار العسكري التوتر الذي أحدثه تعرّض رئيس مركز الأمن العام في المصنع للضرب على أيدي عدد من الأشخاص في المحلة المذكورة قبل 3 أيام. وكان الجيش قد دهم بعض الشقق السكنية في بلدة مجدل عنجر بحثاً عن مطلوبين، ما أثار غضب بعض المواطنين الذين قطعوا الطريق وأشعلوا النار في الإطارات المطاطية منذ يومين.
وعلمت «الأخبار» من مسؤول أمني أن سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان كثفت من اتصالاتها بالمسؤولين الأمنيين اللبنانيين على أعلى المستويات، مطالبةً بمعرفة مصير السيارة وإعادتها إلى صاحبها، وتكثيف الجهود لحماية رعاياها في لبنان.
على أي حال، هذه الحادثة التي تعرض لها أحد الرعايا العرب ليست الأولى من نوعها هذا العام، وكان قد سبقها حادثان مماثلان. الحادث الأول وقع بتاريخ 10/2/2009، حين سلب مسلّحون في المنطقة نفسها سيارة نائب أردني بقوة السلاح. وتمكنت يومها القوى الأمنية من إعادتها بعدما عُثر عليها في اليوم التالي في سهل دير الأحمر (قضاء بعلبك). أما الحادث الثاني فوقع ظهيرة يوم 21/7/2009، عند محاولة سلب فاشلة لسيارة كان يقودها مواطن عراقي تمكّن بصعوبة من الإفلات من السالبين المسلحين.