رامي زريقحقّقت الحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل إنجازاً مهماً في الأيام الماضية، إذ نجحت في الضغط على منظمة العفو الدولية لسحب رعايتها حفلة المغني الأميركي ليونارد كوهين، التي أقامها في مدينة يافا (تل أبيب). وتشمل الحملة العالمية، بالإضافة إلى ناشطين عرب، عدداً متزايداً من الأفراد والمجموعات الأجنبية التي تعمل في بلادها على تحقيق العدالة الاجتماعية ومقاومة الاستغلال، وهي بأكثرها يسارية أو يسارية الميول. وفي هذا السياق، كتبت إحدى الناشطات في الحركة الغذائية العالمية، في مجلة واسعة الانتشار تابعة لتجمّع تجار الخضار والفاكهة في بريطانيا، مقالة تفضح فيها ما تقوم به إسرائيل من سرقة للمنتجات الفلسطينية وتصديرها كمنتجات إسرائيلية. طالبة مقاطعتها في بريطانيا واعتبارها «سلع مسروقة». وكان البريطانيون قد بدأوا بالتجاوب مع دعوات المقاطعة منذ فترة، وخاصة أن هنالك توجهاً عالمياً نحو «الاستهلاك الأخلاقي». تدل هاتان الحادثتان على أهمية بناء جسور وتحالفات مع المجموعات التي تناضل من أجل العدالة الاجتماعية، وخاصة تلك التي تهدف إلى تحرير المنظومة الغذائية من وطأة الشركات العملاقة التي تنسج علاقة وثيقة مع إسرائيل، وتنتج بعض سلعها في مستعمراتها. لكننا لم ننجح حتى الآن بإقامة شبكات وطيدة مع هذه المجموعات تؤدي إلى تعزيز مقاطعة إسرائيل عالمياً، رغم تقاطع مطالبنا مع مطالبها. يعود ذلك، من جهة، لتوغّل الصهيونية في بعض تلك المجموعات، ومن جهة أخرى، إلى تقصيرنا في تطوير خطابنا من خطاب تحرير الأرض من الاحتلال، ليشمل تحرير الإنسان من الاستغلال ومن الأنظمة المالية الاستبدادية.