البقاع ــ أسامة القادريهلّ رمضان القرى البقاعية وهلّت معه العربات المزينة التي تجوب الأحياء بعد الإفطار، ينتظرها الأطفال كل ليلة ويسمونها «قطار رمضان» بدلاً من «قطار العيد». ففي السنتين الماضيتين، لم تعد هذه القطارات تستحضر في أيام العيد فحسب، بل بات أصحابها يستفيدون من موسم كامل يمتد 3 أشهر ونصف شهر، أي ابتداءً من اليوم الأول لشهر رمضان وحتى عيد الأضحى.
ويتسابق الناس في ابتداع أشكال جديدة للعربات تجذب الصغار والكبار معاً. لكن، يبدو أنّ مواصفاتها لا تراعي السلامة العامة. فالآلة معدة محلياً، وتكتظ مقصوراتها في كل جولة بعشرات الأطفال، ما يجعل أي طارئ يُحدث كارثة.
يتزامن هذا الابتكار هذا العام مع غياب زينة الشهر المبارك. وبينما كانت البلديات تعلق هذه الزينة على نفقتها، حلت مكانها زينة خجولة في بعض الشوارع الفرعية داخل القرى. وتولى المهمة هذه المرة أصحاب المحال التجارية داخل الأحياء، بهدف تقديم العروض والحسومات على بضاعتهم في هذا الشهر.
في بلدة المرج في البقاع الغربي، يجول نصّار السيد في قطاره المؤلف من خمس مقصورات تصدح منها الأغاني والأناشيد الدينية عبر مكبرات الصوت. القطار عبارة عن باخرة كبيرة مزينة بالإضاءة الملونة تقل الأولاد لمسافة كيلومتر واحد داخل البلدة، مقابل ألف ليرة لبنانية.
أما في بر الياس، فيتقاسم قطاران أطفالها الذين يسارعون إلى الركوب من دون الاكتراث لما قد تسببه لهم هذه المقطورة من تأرجح داخلها وارتطام بجدرانها الحديدية. فالطفل ساجد غنيم (10 سنوات) يقول والفرحة لا تفارق مبسمه: «حلوة كتير الركبة بالقطار.. بدل الألف اللي بحطها بالكمبيوتر بطلع بجولة حول العالم».
في المقابل، يبدي الأهالي امتعاضهم من هذه العربات بسبب إمكانية تعرض أولادهم للخطر من جرائها. وتقول سوزان حسين، وهي أم لأربعة أطفال تراوح أعمارهم بين 5 سنوات و12 سنة، بتأفف: «من وين إجانا هالاختراع؟ والولد لما بنق على شغلة ما في شي بيردو عنها».
يوسف العبد الله، ابن بر الياس، يبدي استياءه هو الآخر. يغمس الرجل قوله بشكوى من الواقع الاقتصادي الذي يسيطر على مدخوله ومصاريف شهر رمضان «حلوة فرحة الطفل، بس كنا معودين على هيدي الطنابر يوم العيد، وما تكون متل المكوك كل يوم بشهر رمضان».