مارون الرّاس ــ داني الأمينكانت مارون الرّاس على موعد عصر أمس، مع مئات الفلسطينييين الذين شاركوا في «مسيرة شدّ الرّحال إلى القدس» التي أطلقتها مؤسسة القدس الدولية في كل أنحاء العالم بمشاركة جمعية القدس الثقافية ورابطة علماء فلسطين وهيئة نصرة الأقصى في الجماعة الإسلامية. ففي النقطة الأقرب من فلسطين المحتلّة، وفي الحديقة العامة لمارون الرّاس، احتشد الفلسطينيون، الذين قدموا من مخيمات البقاع والشمال وعكار والجنوب، وبدوا شديدي التأثر بمشاهدة فلسطين والمستعمرات القريبة فلم يوفروا الفرصة لالتقاط الصور التي تحيي في قلوبهم الرغبة في العودة.
منهل محمد خريج، من مواليد مدينة صفد عام 1923، يقول «هذا المكان هو الأقرب الى فلسطين، والأكثر وفاءً لها، فيه هزمت إسرائيل، ومنه نأمل العودة بعدما هُجّرت مع أسرتي عام 1948 لنقيم في مخيّم برج الشمالي في صور». ويقول مدير مكاتب وفروع مؤسسة القدس الدولية حسن يوسف «استغللنا المناسبة لتوعية الجماهير وتعبئتها وتسويق مشروعات خاصة لدعم البنية التحتية للمسجد الأقصى وترميم ساحاته، وقد اخترنا مارون الرّاس لرمزيّتها المتعلقة بالمقاومة والانتصار، ولكونها النقطة الأقرب إلى الحدود، إضافة الى كثرة المعالم المسمّاة هنا بالقدس، فهنا مطعم واستراحة، ومسجد قيد البناء في الحديقة العامة، اسمه المسجد الأقصى».
المسيرة التي شارك فيها النائب حسن فضل الله والشيخ سامي الخطيب والنائب في الجماعة السلامية عماد الحوت والأمين العام للمنتدى القومي العربي معن بشّور ووفد من «حركة فلسطين حرّة» وممثلون عن الجمعيات الفلسطينية المشاركة، توقفت في ساحة حديقة مارون الرّاس العامة حيث أقيمت الصلاة «تحيّة للمسجد الأقصى». ثم ألقيت كلمات في المناسبة لكلّ من النائب فضل الله والأمين العام لمؤسسة القدس الدولية الدكتور أكرم عدلوني والشيخ سامي الخطيب عن هيئة نصرة الأقصى، والشيخ أحمد إسماعيل عن رابطة علماء فلسطين. يذكر أن مؤسسة القدس الدولية أنشئت عام 2001 على أثر دخول أرييل شارون الى المسجد الأقصى واندلاع الانتفاضة الثانية. ويقول حسن يوسف «حدّدنا وقتها عدّة أهداف للعمل أهمها تثبيت الوجود العربي داخل القدس وعدم تهويد المدينة والحفاظ على معالمها ومقدّساتها الإسلامية والمسيحية».